قال الدكتور بسام الشماع الباحث فى الأثار ان المصرى القديم كان نحات فلكى وهذا يتجلى فى ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني الذى يحدث مرتين فى العام يوم مولده ويوم تتويجه ملكا مشيراً الى ان تواريخ تعامد الشمس على تمثال رعمسيس غامضة وغير مشروحة رغم أن البعض يقترح أنها تواريخ متعلقة بمولده وجلوسه على العرش. وأوضح الشماع فى لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى السبت ان معبد أبو سمبل هو من المعابد القليلة المنحوتة فيما يعد عبقرية ويستند تعامد الشمس على تمثال الملك رعمسيس الثانى الى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أنه لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس ثم تغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم إلى ناحية الشمال،حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو. وتابع ان هذا التعامد ليس هو تعامد الشمس الوحيد على آثار مصر، ولكن هناك أنواعا مختلفة من التعامد على معابد الكرنك وحتشبسوت وتمثال أبو الهول، مشيرا إلى أن اسم معبد أبو سمبل انتشر فى العالم عام 1813 عندما اكتشفه الرحالة "بورخاردت" ثم أزاح التراب عنه المغامر الإيطالى "جيوفانى بلزونى" فى عام 1817. وأضاف ان البعض حلل تواريخ تعامد الشمس على تمثال رعمسيس الثانى على أنهما يوما الجلوس على العرش والميلاد، وهو ما لم يثبت بأى نص أو دليل مادى، وتبقى هذه التواريخ غامضة وغير مشروحة رغم أن البعض يقترح أنها تواريخ لها علاقة بالمواسم الزراعية والفصول السنوية، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن المصرى القديم الذى آمن بالشمس وقوتها وأشعتها الواهبة للحياة أراد أن ينير المعبد بأشعة الشمس كطقس عقائدى فى المرتبة الأولى. ولفت الشماع أنه من بين تلك المعلومات اكتشاف نسخة من القرآن الكريم وبعض العملات المعدنية وصحيفتين ووثيقة تذكارية تحت حجرين لتأريخ وتوثيق الفترة الزمنية التى تم خلالها نقل المعبدين إلى موقعهما الجديد على إرتفاع 64 مترا من الموقع القديم لإنقاذهما من مياه بحيرة ناصر عندما بدأت تتكون خلف السد العالى، وقد بدأ مشروع الإنقاذ فى عام 1964 واستغرق 4 سنوات. وقال الشماع، إنه من بين الغرائب المثيرة فى تاريخ معبد أبو سمبل أنه عند سقوط أشعة الشمس على غرفة قدس الأقداس، التى تم نحت 4 تماثيل بها هى "رع- حر-آختى"، و"آمون"، و"رعمسيس الثانى" صاحب المعبد، يتم إنارة ثلاثة تماثيل فقط من الأربعة، مشيرا إلى أن التمثال الذى لا تسقط عليه أشعة الشمس كاملة هو الرب الأسطورى "بتاح" رب العالم السفلى أى المظلم، مما يؤكد العبقرية المصرية القديمة فإذا كان "بتاح" قد أنارته الشمس لكانت أسطورة "الربوة المقدسة" خاطئة من وجهة نظر المصرى القديم، لأنه ذو علاقة وطيدة بالظلام والليل مما يعضد من أنه ليس خطأ معماريا أو فلكيا. وأضاف أن التماثيل الصغيرة المنحوتة بجانب أرجل التماثيل الأربعة ل"رعمسيس الثانى" هم ثلاثة تماثيل للواجهة الرئيسية"نفرت-إيرى" وتمثالان للملكة "موت-توى" أم رعمسيس الثانى" وزوجة" سيتى الأول" أبو "رعمسيس الثانى" وتمثال واحد ل"نبت-عنات" وتمثال واحد ل"نبت-تاوى" وتمثال واحد ل"ميريت-آمون" أما التمثال الرابع فهو بدون اسم. وأشار إلى أن المصرى القديم نحت أعلى واجهة المعبد الرئيسى صفا مكونا من 22 قرد بابون بالشمس، وأن اسم المعبد الرئيسى فى مصر القديمة كان "معبد رعمسيس- ميرى- محبوب إيمن الشمس". وأوضح أنه تم تغطية واجهتى المعبدين بطبقة من التراب لحمايتهما خلال عملية القطع والنقل، وتم حقن وجه تماثيل رعمسيس بمادة صمغية للتأكد من عدم تفتتها عند القطع والنقل، لافتا إلى أنه فى مايو عام 1966 كان قد تم قطع 330 ألف طن من أحجار المعبدين. وأشار إلى أنه عندما تمت إعادة وضع الأحجار فى المكان الجديد للمعبد كان الاختلاف يقدر ب 1/12 من البوصة من مقاس المكان الأصلى وهو ما يدل على دقة العمل والإنجاز، منوها إلى أن وزن الوجه والرأس لتمثال "رعمسيس الثانى" بلغ 21 طنا. وقال الشماع، إن معبدى أبو سمبل لم يكونا هما الوحيدان اللذان تم إنقاذهما، ولكن تم أيضا إنقاذ معابد مثل بيت الدالى وكلابشة ووادى السبوع ومعابد كيرتاسى وفيلة ومحرقة ودير ودابود ودندور وعمدا وبوهين وجرف حسين ومقبرة بنوت فى عينيبة،موضحا أن عدد المعابد والآثار التى تم تفكيكها وإعادة تشييدها وصل إلى 19 أثرا.