يقوم عمال المناجم فى جزيرة بانجكا الاندونيسية بحفر ابار عميقة بالمنطقة للتنقيب عن خام الفلز الثمين الذي يستخدم في طلاء العبوات المعدنية وتبطين الاوعية واشغال اللحام في الاجهزة الالكترونية الدقيقة. ويقيم عشرات من عمال المناجم معسكرات في قرية سونجين الكائنة في ادغال اندونيسيا و الواقعة الى الشرق من جزيرة سومطرة وهم يبحثون عن مترسبات خام القصدير في مناجم مهجورة. وتظهر على سطح الارض في المنطقة فوهات عميقة في مساحة ملعب كرة القدم الى جانب فوهات اصغر مليئة بمياه لازوردية اللون تتلألأ تحت اشعة الشمس المدارية اما المياه فذات درجة حموضة عالية للغاية. واسهمت ندرة القصدير عالميا وتضاؤل كم العرض الى دفع الفلز الطيع القابل للطرق في اتجاه صعودي ليبلغ سعرا قياسيا عند 14 الف دولار للطن في بورصة لندن للمعادن حيث يجري تداوله. وفي الاونة الاخيرة لم تنتج مناجم بانجكا كميات وفيرة من هذه الثروة ولا يستطيع عمال المناجم كسب قوت يومهم الا بالكاد و قد اتخذ كثير من السكان المحليين من استخراج خام القصدير حرفة بديلة عن زراعة الفلفل الاسود التي هجروها بسبب تراجع اسعار هذه التوابل في الاسواق العالمية. واندونيسيا هي ثاني أكبر دول العالم انتاجا للقصدير بعد الصين وتسهم بنحو 40 في المئة من حجم امدادات القصدير في العالم. واشارت تقديرات المعهد الدولي لبحوث القصدير الى وجود عجز في انتاجه صناعيا في الاسواق يبلغ 30 الف طن في عام 2007 بسبب القيود المفروضة على امدادات الفلز. هذا ويمول المعهد اساسا المنتجون الرئيسيون للقصدير واصحاب المصاهر ويسعى المعهد الى دعم صناعة الفلز وتشجيع استخدامه. وقال المعهد ان الاستهلاك العالمي زاد بنسبة 8.6 في المئة في عام 2006. وقد اصدرت اندونيسيا تعليمات جديدة بهدف الحد من انشطة التعدين دون ترخيص الا ان السلطات في بانجكا تحرص على ان يتحول السكان المحليون الى قطاعات اخرى من الانشطة البشرية مثل التجارة والصيد.