مع الاحتفاء بذكرى المولد النبوى الشريف وسط حالة من الاضطرابات السياسية وافتعال الأزمات والفتن ، تتجلى مواقف انسانية رائعة فى السيرة العطرة للرسول الكريم ( ص)، يمكن أن نستلهم منها الحكمة والتسامح فى التعامل مع الاخرين حتى من غير المسلمين ونقتدى بنهجه السديد ورفقه فى معاملة المخالفين له فى العقيدة ، والمعترضين عليه، والساخرين منه، لازالة الضغائن والانقسامات واعادة الألفة بين شعوب العالم. وقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فقد قال المولى عز وجل بكتابه الكريم {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الانبياء :107) حيث حث فى رسالته السامية علي حسن التعامل والتعايش والتفاهم والتعاون بين الأمم والخلق استنادا الى آيات القرآن: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الممتحنة :8 ) ،وفسر علماء الإسلام البِرّ هنا بالرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكساء عاريهم، ولين القول لهم - على سبيل التلطف والرحمة - لا الخوف والذلة ، واحتمال أذيتهم في الجوار - مع القدرة على إزالته- لطفًا بهم لا خوفًا ولا طمعًا، والدعاء لهم بالهداية، ، ونصيحتهم في جميع أمورهم، في دينهم ودنياهم، وحفظ غيبتهم .