رد البيت الابيض الاربعاء على انتقادات وزير الدفاع السابق روبرت جيتس القاسية ضد ادارة الرئيس باراك اوباما للحرب وادانته لنائب الرئيس جو بايدن. واثار جيتس الذي خدم في عهد ستة رؤساء في مناصب عليا في مجال الامن القومي صدمة سياسية هزت واشنطن من خلال تقييم قاس لادارة اوباما في كتابه الجديد. ومن بين انتقاداته، اتهم جيتس بايدن بانه اخطأ في كل ملفات السياسة الخارجية المهمة على مدى عقود، مؤكدا ان اوباما فقد الثقة في استراتيجيته العسكرية للحرب في افغانستان. وشدد البيت الابيض على ان اوباما توقع ورحب بالخلاف البناء في صفوف فريق السياسة الخارجية لديه بعد اختياره "فريق من الخصوم" في التشكيلة الوزارية في ولايته الاولى. وفي مبادرة نادرة، دعي المصورون الصحافيون الى تغطية غداء اوباما الاسبوعي مع بايدن في غرفة الطعام الخاصة الملاصقة للمكتب البيضاوي، في ما يبدو انه اثبات لوحدتهما. وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "كسناتور وكنائب للرئيس يشكل جو بايدن احد اهم السياسيين في عصره". "كما انه كان مستشارا ممتازا للرئيس في السنوات الخمس الفائتة". "لقد لعب دورا محوريا في كل نقاش كبير حول الامن القومي والسياسة الخارجية في ادارته". وليس غريبا ان يقوم مسؤولون سابقون في ادارة ما بنشر مذكرات كاشفة لتحسين صورتهم بعد التقاعد وتعزيز ارثهم، لكنها دائما ما اثارت غضب الرؤساء ايا كان الحزب الذي يقود البيت الابيض. لكن زلزال جيتس كان مميزا نتيجة مكانة وزير الدفاع السابق ومدير وكالة الاستخبارات المركزية وتجربته الطويلة كحافظ اسرار الرؤساء وصيته المطبوع بنزاهة ناصعة. هذا ما يزيد من صعوبات البيت الابيض في محاولة تصوير الكتاب بعنوان "الواجب: مذكرات وزير حرب" والذي سينشر في 14 يناير هذا العام، ونشرت واشنطن بوست مقتطفات منه الثلاثاء، بانه تصفية حسابات معتادة من مسؤول ابقاه اوباما في منصبه بعد ان كان يخدم في ادارة جورج بوش السابقة. وفي ابرز ما كشفه الكتاب، اكد جيتس ان اوباما لم يعد مقتنعا بالاستراتيجية التي قررها قبل 18 شهرا بارساله 30 الف جندي اضافي، اضافة الى تشكيكه في قدرات الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات في افغانستان، وايضا في الرئيس الافغاني حميد كرزاي. وقال جيتس وهو جمهوري وافق على البقاء على رأس وزارة الدفاع في ظل ادارة اوباما "كنت هناك وقلت لنفسي: الرئيس لا يثق بالقائد العسكري ولا يمكنه تحمل كرزاي ولا يؤمن باستراتيجيته التي اعتمدها شخصيا ولا يعتبر هذه الحرب حربه، فاذا الامر يتعلق بكل بساطة بالانسحاب". كما عبر جيتس خصوصا عن سخطه حيال ادارة شؤون الدفاع من قبل ادارة البيت الابيض التي "نقلت العمليات الى مستوى جديد بسبب سوء الادارة والتدخل في هذه العمليات". وتابع جيتس "الشك والحذر تجاه الجنرالات من قبل المسؤولين في البيت الابيض بمن فيهم الرئيس ونائب الرئيس، اصبح مشكلة كبرى". وفي اقوال يرجح ان تتردد اصداؤها في حملة 2016 الرئاسية، اكد جيتس ان وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون قالت لاوباما انها عارضت استراتيجية زيادة القوات في العراق لاسباب سياسية فحسب في اثناء معركتهما في الانتخابات التمهيدية. وخرج المستشارون الذين انتقدهم جيتس الاربعاء للدفاع عن الرئيس الاميركي. وصرح ديفيد اكسلرود الذي كان مستشارا كبيرا سابقا لاوباما وما زال مقربا منه لتلفزيون "ان بي سي"، ان جيتس "لطالما اشار الى انه يقيم علاقة عمل جيدة مع الرئيس". كما صرح مدير البيت الابيض السابق بيل ديلي لتلفزيون "سي بي اس" ان مذكرات جيتس "مضرة" فيما ما زالت الادارة تخوض حرب افغانستان. وتعزز مكانة جيتس من تاثير اقواله التي يرجح ان تتردد في اطار الخلاف السياسي في واشنطن طوال سنوات وفي مسار التاريخ الذي سيحدد ارث اوباما. وفيما احتوت المذكرات الكثير من الاقوال الايجابية بخصوص اوباما حيث اعتبره جيتس "نزيها" واثنى على قراره الجريء باصدار الامر بتنفيذ عملية لقتل اسامة بن لادن، وكذلك بخصوص كلينتون التي اعتبرها ذكية وسفيرة ممتازة لاميركا في الخارج، الا ان من المرجح ان تبقى الانتقادات في الذاكرة. كما وفر الكتاب ذرائع لمنتقدي سياسات اوباما في الخارج. واكد السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي خسر في انتخابات 2008 الرئاسية امام اوباما انه يعلم بان اوباما لم يكن مولعا بحرب افغانستان قبل ان يكشف جيتس ذلك. وصرح "كان الامر جليا. كل من كان يراقب انشطتهم لم يتفاجأ". وتابع "الجديد هو كل ما كشفت عنه تصريحات جيتس".