اكد احمد ابوالغيط وزير الخارجية رفض مصر لأي تدخل في شئونها الداخلية أو استخدام المعونات الأمريكية التي تقدم لمصر كورقة ضغط .. جاء ذلك خلال زيارة ابوالغيط للعاصمة الأمريكيةواشنطن الاسبوع الماضي وقد جاء رد فعل الادارة الامريكية علي أعلي المستويات ليؤكد تقديرا كاملا لدور مصر باعتبارها مركزا للتوازن والاستقرار في المنطقة كما اكدت تفهمها وادراكها لرفض مصر لأي شروط أو املاءات. وقد كان اول من شدد واكد علي اهمية دور مصر وعلي ضرورة ان تكون العلاقات المصرية الامريكية علاقات صحية ونشطة هو نائب الرئيس ديك تشيني الذي اوضح عند اجتماعه بأحمد ابوالغيط وزير الخارجية ان الادارة تؤيد مصر في رفضها للمشروطيات التي وردت في مشروع قرار اعتمده مجلس النواب لحجز 200 مليون دولار من المعونة العسكرية المقررة لمصر. وقد جاء نفس التأكيد والتفهم الكامل لموقف مصر علي لسان وزيرة الخارجية كونداليزا رايس التي تؤكد في جميع جلسات الاستماع التي يعقدها الكونجرس علي اهمية العلاقات الاستراتيجية مع مصر وضرورة دعمها حيث تري الإدارة الأمريكية ان مساندة مصر اقتصاديا وعسكريا انما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. ومن جهة اخري اكد روبرت جيتس وزير الدفاع الذي حرص علي الاجتماع بوزير الخارجية ان الادارة الامريكية وعلي أعلي المستويات ترفض الشروط التي وضعها مجلس النواب في مشروع قانون المساعدات الامريكية لمصر واوضح ان الادارة علي جميع المستويات ستواصل الاتصالات مع قيادات واعضاء الكونجرس لحذف اي شروط قبل ان يصدر القانون في صورته النهائية. ولم تكن الإدارة الأمريكية فقط هي الطرف الوحيد المتفهم لموقف مصر بل لقد كانت قيادات الكونجرس المتعقلة تقدر موقف مصر وترفض ان تكون العلاقات المصرية الأمريكية موضع مساومة لغرض أو لآخر. وكان في مقدمة من اعرب عن هذا التقدير السناتور جون كاري والسناتور ريتشارد لوجر والسناتور ألن سبكتر. ومن المعروف ان فكرة ربط المساعدات العسكرية لمصر بشروط هي فكرة طرحها النائب توم لانتوس منذ اكثر من عامين وعمل بكل حماس علي دفعها في صورة قرار بعد ان اصبح رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب. ويجدر الإشارة أن مشروع قرار مجلس النواب لن يعتمد إلا اذا جرت الموافقة عليه في اجتماع يشمل كل اعضاء مجلس الشيوخ والنواب وليس مجرد العدد المحدود من اعضاء لجنة الاعتمادات التي اصدرت القرار المسموم. ولم يكن ملف العلاقات الثنائية هو كل ما شغل زيارة ابوالغيط لواشنطن حيث اكد وزير الخارجية ان الهدف الاساسي من زيارته ولقاءاته هو حث الادارة الأمريكية علي تنشيط عملية السلام والعمل علي استئناف التفاوض فيما بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقد جاء الطرح المصري في توقيت مناسب تماما حيث ستقوم رايس بزيارة القدس يوم الاثنين القادم بهدف بحث امكانية استئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. ومن جهة اخري كان الوضع في العراق الذي يسيطر حاليا علي الساحة الأمريكية من الموضوعات التي حرص الجانب الامريكي علي الاستماع لوجهة نظر مصر بشأنه. كما تناول ابوالغيط اثناء اجتماعاته الرسمية في واشنطن بالتحليل والتقييم ملف ايران النووي واكد علي ضرورة عدم وجود مواجهة عسكرية بشأن هذا الملف لان مثل هذه المواجهة ستؤدي إلي خراب كبير في المنطقة. وليس هناك اي شك في ان هذه الزيارة الحافلة باللقاءات والاجتماعات وتبادل وجهات النظر تؤكد علي عمق العلاقات المصرية الامريكية وضرورة تعزيزها لخدمة المصالح المشتركة.