قلق امريكى ازاء تفاقم الخلاف مع اسرائيل حول ايران

تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد
مبادرات إدارة الرئيس الامريكى باراك أوباما إزاء التوصل لتفاهمات سلمية حول البرنامج النووى الإيرانى ،ادت الى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة و إسرائيل بطرق غير مسبوقة منذ عقود، و هو امر دفع العديد من الدبلوماسين و المحللين الأمريكيين للتعبير عن مخاوفهم حول قدرة البيت الأبيض على إدارة الأزمات الأمنية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط.
ولقد كان استقبال الأبطال للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لدى وصوله تل ابيب امس الاحد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام ، علامة بارزة و دلالة على السخط المتنامي بين إسرائيل وواشنطن، حيث اتخذت باريس خطا متشددا ضد برنامج إيران النووي قبل بدء المحادثات الدولية الجديدة في جنيف هذا الاسبوع.
و خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الفرنسى بعد جولة من المحادثات ، كرر رئيس الوزراء الاسرائيلى بينيامين نتنياهو انتقاداته بان التسوية التي تدعمها الولايات المتحدة تعد " صفقة سيئة للغاية"، واشاد بمعارضة " هولاند" لاتفاق التسوية مع ايران .
و على الرغم من وضوح الخلاف بي تل ابيب و واشنطن ، الا ان كلاهما مازالتا حريصتا على بقاء التحالف الاستراتيجى بينهما قويا ، لذا فقد اعلنت وزارة الخارجية الامريكية انها تفكر فى عودة وزير الخارجية جون كيري الى القدس للمرة الثانية هذا الشهر في محاولة لإصلاح الخلاف القائم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ..
و الخلاف بين تل ابيب وواشنطن قد ظهرت بوادره خلال زيارة كيري الأخيرة لإسرائيل ، عندما أغضب الحكومة الإسرائيلية فى نهاية رحلته هذا الشهر ، و اتهمها علنا بعدم ??التزامها بعملية السلام.
و يرى خبراء الشرق الأوسط فى الادارة الامريكية ان أي حل على المدى القصير لرأب الصدع الوضوح فى العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ، لن يكون كافيا ، نظرا الى ان نتنياهو قد حدد حياته السياسية من خلال مواجهته الصريحة مع إيران وبرنامجها النووي ، وليس من المرجح الآن أن يتراجع حول هذا الشان ، وهو ما يزيد من اضعاف موقف واشنطن فى المنطقة خاصة مع وجود توترات من جانب حلفائها في الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أيضا حول مسالة التفاهمات مع طهران.
و يقول "ارون ديفيد ميلر"، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية و محلل فى مركز "وودرو واشنطن ويلسون الدولي" ، خلاف الولايات المتحدة وإسرائيل في الأساس ينذر باضعاف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة ويرسل إشارات سيئة للغاية بالنسبة لحلفائها ، وسوف يعرض للخطر قدرة واشنطن على التعامل مع القضايا الأمنية الملحة الأخرىبالمنطقة مثل : الاضطرابات المدنية في مصر، والحرب الاهلية فى سوريا ، فضلا عن جهود " كيري" لتأمين التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
زيارة " هولاند " ومحادثاته مع " نتنياهو" التى تركزت على انتقاد الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه بين ايران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن و المانيا، يبرز و يذكى الشقاق بين إسرائيل وواشنطن... حيث ابدى هولاند لدى وصوله تل أبيب تاييدا واضحا لموقف نتانياهو المتشدد واصفا شروط الاتفاق المزمع مع ايران بانه " لينا جدا " و قال " انه بالنسبة لفرنسا، طالما أننا لسنا على يقين من ان إيران سوف تتخلى عن برنامجها ، فاننا سوف نحافظ على كل مطالبنا وعلى العقوبات ".
و فى لقاء لنتانياهو امس مع شبكة تليفزيون سى ان ان الامريكية ، انتقد ناتنياهو الصفقة الدولية الجارى عقدها مع طهران و التى ستعمل على الحد من أجزاء من برنامج طهران النووي في مقابل تخفيف الغرب بعض العقوبات الاقتصادية على طهران.
و شدد نتنياهو على انه لا ينبغى على الولايات المتحدة تقديم أي تنازل بالنسبة للعقوبات
الاقتصادية المفروضة على طهران حتى تفكك تماما منشآتها النووية، و اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلى انه يجب زيادة الضغط على ايران بدلا من السماح لها بالحد من بعض أنشطتها فقط ، لأن مزيد من العقوبات سيؤدى غرضه في نهاية المطاف و سيجبر ايران على وقف برنامجها النووى .