هل ثمة عمل مفتعل ومدبر خلف المحرقة الحقيقية التي اجتاحت لبنان امس من شماله الى جنوبه مرورا بالجبل وتحديدا الشوف وعاليه؟ وهل تكفي العوامل الطبيعية وحدها، وخصوصا ارتفاع الحرارة ويباس الحقول والاشجار، لتبرير اجتياح ناري لغابات لبنان وما تبقى من مساحاته الخضراء في وقت واحد في كل المناطق المنكوبة بالكارثة؟ كابوس اسود غير مسبوق ظلل لبنان امس طوال اكثر من 20 ساعة مع اندلاع مفاجىء لعشرات الحرائق في تزامن تنقلت معه النار بين مناطق عكار والشوف وعاليه وحاصبيا وسواها وشملت حوالى 780 دونما من المساحات الخضراء الحرجية والمثمرة وفق احصاءات اولية. وهدد الاعصار الناري المريب منازل ومواقع اثرية وخصوصا في بلدة دير القمر كبرى الضحايا والتي ابادت النيران 70 % من مساحتها الخضراء وزحفت الى عدد من منازلها. ومرة اخرى وقفت الاجهزة المعنية عاجزة عن مواجهة هذا الاعصار الناري على رغم الجهود الكبيرة للجيش ورجال الاطفاء والدفاع المدني واصيب من جراء الحرائق 54 شخصا فضلا عن اضرار فادحة في البيئة والطبيعة والممتلكات.