دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس في اليوم الثاني من زيارته إلى واشنطن المجتمع الدولي لشن "حرب عالمية ثالثة" ضد "فيروس" تنظيم القاعدة الذي تزايدت وتيرة هجماته في العراق في الاونة الأخيرة. وبدأ المالكي الاربعاء زيارة إلى الولاياتالمتحدة يلتقي خلالها الجمعة الرئيس باراك أوباما لتعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب. وقال رئيس الوزراء العراقي في كلمة أمام منظمة "انستيتيوت أوف بيس" للأبحاث "نريد حربا عالمية ضد الإرهاب"، واصفا تنظيم القاعدة وفروعه ب"الفيروس" الذي ينفخ "هواء فاسدا" في كل المنطقة. وأضاف ان العالم "شهد حربين عالميتين، نريد حربا عالمية ثالثة ضد اولئك الذين يقتلون شعبنا ويريدون سفك الدماء"، مقترحا ان تستضيف بلاده مؤتمرا دوليا لمكافحة الإرهاب. وكان الزعيم الشيعي العراقي التقى في واشنطن الاربعاء نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي استضافه على فطور وجدد خلاله "التأكيد على التزام الولاياتالمتحدة بتزويد العراقيين بمعدات من أجل محاربة تنظيم القاعدة"، بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض. من جهة ثانية التقى المالكي الخميس وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل ورئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي، كما أعلن البنتاجون. وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان ان المالكي وهيجل وديمبسي "بحثوا في الوضع السياسي والأمني في العراق (...) وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي الأمريكي - العراقي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة". وجدد المالكي الخميس التأكيد على حياد بلاده في الحرب الدائرة في سوريا المجاورة والتي يخشى كثيرون ان تعبر حممها الحدود إلى العراق. وأضاف ان "كل جهودنا يجب ان تتركز على منع تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى من الانتصار". ويشهد العراق أسوأ موجة عنف منذ خمس سنوات حين خرج من نزاع طائفي دام بين الشيعة والسنة وفي الوقت الذي تثير فيه الحرب في سوريا المجاورة مخاوف من تمددها عبر الحدود. واستغل أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من الجمهوريين والديموقراطيين مثل جون ماكين زيارة المالكي لواشنطن، وكتبوا إلى أوباما الاربعاء كي يندد بالسياسة "الطائفية والمتسلطة" التي يمارسها المالكي والتي تثير السنة ضد الشيعة. وبعد ان ذكروا بان تزايد الاعتداءات أدى إلى مقتل سبعة الاف شخص منذ مطلع العام، اعتبر البرلمانيون الأمريكيون ان "السلوك السيء للسياسة العراقية التي ينتهجها المالكي تساهم في تزايد أعمال العنف". وإشاروا إلى ان "هذا الإفلاس في الحكم يرمي العديد من العراقيين السنة في أحضان القاعدة في العراق"، داعين رغم ذلك الرئيس أوباما إلى زيادة التعاون مع بغداد لمحاربة الإرهاب وخصوصا في مجال تقاسم المعلومات الاستخباراتية.