تمضى الاعوام ويرحل الابطال .. ولكن اعمالهم البطولية تبقى خالدة مابقى الزمان .. فبعد اربعون عاما على حرب اكتوبر المجيدة لازالت رياح النصر تهب علينا كلما اقتربنا من السادس من اكتوبر حيث سطرت المفاجأة التي فجرها الجيش المصري حروفا من نور في التاريخ المصرى العظيم وهى ذكرى إنتصارات قواتنا المسلحة الباسلة على الجيش الإسرائيلى والقضاء على أسطورة الجيش الصهييونى الذى لا يقهر .. كما أنها الحرب التى نقلت المصريين من الشعور بمرارة الهزيمة والإنكسار عقب نكسة الخامس من يونيو عام 1967 إلى الشعور بالعزة والإنتصار . تاتى هذه الذكرى ونحن بحاجة ماسة إلى إستحضارمعانى واسباب هذا الإنتصار حيث نعيش في عصر جديد بدأ بعد نجاح ثورة 25 يناير ومن بعدها ثورة 30 يونيو ..ومااعقبهما من حرب على الارهاب .نحتاج فيه لإستحضار هذه الروح القتالية فى معارك التنمية والتعليم والإدارة ومكافحة الفساد والنهوض والتقدم والقضاء على البطالة والعشوائيات . لقد انتصرنا في السادس من أكتوبر بتوفيق من الله ثم بحسن التخطيط وجدية الإعداد وهكذا ينبغي أن يكون الدرس الماثل أمامنا إذا ما أردنا الانتصار في القضايا والتحديات التي تواجهنا في مجالات التنمية والتكنولوجيا والتعليم والإدارة والبيئة وغيرها من المجالات. ولذلك فإن طريقنا الوحيد للانتصار في سائر هذه القضايا يتمثل في إعلاء قيم الانضباط والكفاءة والتجرد والعمل الدءوب والأمل الفسيح فهذه هي القيم نفسها التي صنعت انتصار أكتوبر والتي ستصنع بإذن الله مستقبلا مشرقا لمصرنا الحبيبة. لقد ابرزت حرب أكتوبر أعظم المفاجآت العربية التى تجلت فى وحدتهم وتضامنهم مع مصر وقد توج وقوف العرب صفا واحدا الأثر العظيم فى تحقيق إنتصارات أكتوبر 73 ولذلك نؤكد أن الوحدة العربية صنعت مجدا نعتز به على طول الزمان ..