نقلا عن/ جريدة الجمهورية بتاريخ 2/8/07 أسرعت الدول العربية توافق علي اقتراح الرئيس جورج بوش لعقد مؤتمر سلام في واشنطن في سبتمبر يضم الفلسطينيين والإسرائيليين وممثلين عن دول الجوار برئاسة السيدة كوندوليزارايس وزيرة الخارجية الأمريكية. وفي وقت متقارب أعلنت اللجنة الرباعية الدولية التي تضم أمريكا وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي اختيار توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق ممثلاً لها في الشرق الأوسط. فور تعيين بلير أعلن في واشنطن أن السلام بين العرب وإسرائيل سيبقي مسئولية واشنطن أما مهمة بلير الأساسية فهي تطوير المؤسسات الفلسطينية فحسب وأنه سيبقي في الشرق الأوسط أسبوعاً كل شهر ليعيد بناء هذه المؤسسات ولن يكون وسيطاً للسلام في فلسطين ومعني ذلك أن بلير لن يفعل شيئاً من أجل السلام بل سيكون دوره بناء مؤسسات الحكم الفلسطينية. وفشلت كل محاولات توسيع اختصاصات بلير وزيادة فاعلية دوره فقد بقي دور الحل النهائي لأمريكا وحدها. وهدف مؤتمر واشنطن القادم أمران: الأول: إثبات أن بوش يحاول أن يحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأنه سيعمل من أجل إقامة دولة فلسطينية. الثاني: أن يجتمع السعوديون والإسرائيليون معاً في مؤتمر سبتمبر في واشنطن ويحدث هذا في الوقت الذي يعلن فيه أولمرت رئيس وزراء إسرائيل أن بلاده ليست مستعدة لمناقشة قضايا الحل النهائي مع الفلسطينيين مثل الحدود واللاجئين والقدس. وهذه هي القضايا التي يترتب علي حلها إقامة الدولة الفلسطينية. الخبراء العرب قالوا: بوش يكرر ما فعله كلينتون من قبل عندما دعا في أواخر أيام حكمه عرفات وإيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل إلي مؤتمر في كامب دافيد لحل أزمة قيام دولة فلسطينية. وما عرضه باراك حينئذ أفضل كثيراً مما تعرضه إسرائيل أو بوش. وقالوا أيضاً: هذه مسرحية وقالوا: هذه محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وسيفشل هذا المؤتمر حتما إنه مظاهرة مسرحية من بوش لشغل الأذهان عن العراق أو تخفيف مقاومة العراقيين للأمريكيين مادام بوش سيحل القضية الفلسطينية. والعرب يعرفون من الآن أن المؤتمر القادم واحد من مئات المؤتمرات التي عقدت أو تعقد لحل القضية الفلسطينية وأن الرئيس بوش خلال سنوات حكمه وقف مع الإسرائيليين دواماً وأعطاهم ضمانات وحقوقاً كثيرة ولن يتخلي عن الإسرائيليين الآن مهما غلف دعوته للمؤتمر بمطالبة إسرائيل بوقف المستوطنات والسؤال هو: هل يستطيع العرب رفض دعوة بوش؟ والجواب بالنفي مع أنه كان من الضروري أن يفعلوا ذلك وأن يرفضوا ولكنهم أرجأوا الرفض حتي يعقد المؤتمر ويسفر عن لا شيء. ولو أن العرب رفضوا مرة واحدة الموقف الأمريكي فربما تغيرت أمريكا التي أرغمها الإرهابيون أو المقاومة العراقية علي التفكير في الانسحاب من العراق. إن السؤال المطروح في أمريكا هذه الأيام يقول: ما هي المصالح التي يجب أن تحرص عليها أمريكا وهي تنسحب من العراق؟ وهذا هو ما يفكرون فيه داخل الدوائر المسئولة في واشنطن وعلي العرب أن يجيبوا عن سؤال آخر: ما هي المصالح التي يجب أن يحرصوا عليها في هذا المؤتمر؟ والجواب ولا جواب غيره: فلسطين أما أمريكا فالمصلحة الوحيدة التي تحرص عليها هي: إسرائيل وحان الآن أن يواجه العرب أمريكا بهذه الحقيقة بدلاً من الانتظار حتي سبتمبر!