أكد الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أنه مع ارتفاع درجة الحرارة وتعرض مصر لطقس شديد السخونة متزامنا مع صيام شهر رمضان، فإنه يفضل اللجوء إلى الفواكه الطازجة التي تحتوى على مخزون كبير من الماء والتي توصف بأنها بطارية ماء ضد العطش في رمضان وفي مقدمتها البطيخ تلك الفاكهة المحببة لدى الصغار والكبار على حد سواء. ورصد في حديث خاص اليوم الخميس لوكالة أنباء الشرق الأوسط 10 أسباب لزيادة شعور الإنسان بالعطش في رمضان، وحدد 6 نصائح للصائمين لتجنب العطش وتقليل الإحساس به، ووضع خط أحمر أسفل 4 أصناف من الطعام يجب تجنب تناولهم في وجبة السحور، مشيرا إلى أن جسم الإنسان لا يمكنه إنتاج ما يكفيه من الماء عن طريق عملية التمثيل الغذائي أو الحصول على ما يكفي من الماء عن طريق الغذاء فقط لتلبية احتياجاته اليومية، ولهذا فإنه يتعين على الإنسان الاهتمام بشرب الماء والإكثار منه وعدم ترك الجسم لدرجة الشعور بالعطش. وتابع بدران أن قلة الماء تعكر المزاج وتسبب الاكتئاب وسرعة الغضب حيث يحتاج المخ للماء بصفة مستمرة الماء، لأنه جزء من كل خلية الإنسان، بما في ذلك خلايا المخ والأعصاب والنواقل العصبية، وتحتوى خلايا المخ على 85 في المائة ماء، وقلتها وسائر السوائل الأخرى فيه تسبب قلة جريان الدم في المخ، وبالتالي قلة نسبة أكسجين والطاقة مما يفسر التعب والإعياء والشعور بالاكتئاب والجهاد، وربما الانقلابات العاطفية، والعصبية وضيق الأفق، وانخفاض الذكاء. وأوضح أنه في حالة الصوم فإن الفاكهة والخضر الطازجة خاصة الخس والخيار والبطيخ والشمام والكوسة والخيار والقرع احتوائهم على نسبة مرتفعة جدا من الماء (بها حوالي 96 في المائة)، تخفف من إحساس الصائم بالعطش وتمنع الإمساك، وكذلك تناول الزبادي والفول المدمس لأنه مغذي و بطئ الهضم وغني بالألياف ويقي من الجوع. وقال إن البطيخ من فاكهة الصيف المرطبة للجسم إذ يحتوى كل 100 جرام منه على 50 سعر حراري ، و90 في المائة ماء، و10 في المائة سكر كمصدر طبيعي للطاقة، ونصف جرام بروتين، و9 ملليجرام من عنصر الكالسيوم الهام للعظام والأسنان والعضلات، وحوالي 30 ملليجرام حديد هام للوقاية من الأنيميا والذكاء، إلى جانب الماغنسيوم المهدئ والمضاد للاكتئاب، و15 ملليجرام من الفسفور الهام للقوى الفكرية والجسمية، و15 ملليجرام من البوتاسيوم المهدئ والهام للأعصاب ولوظائف العقل والعضلات والقلب والذي ينظم اتزان التفاعلات الحمضية والقلوية داخل الدم، ويساعد على استقرار الماء داخل الدم والأنسجة، ويساعد في بناء البروتينات والنشويات. وأشار إلى أن البطيخ غنى بمضادات الأكسدة التي تحمي من تصلب الشرايين والسرطانات وهو من أكثر الفواكه ثراء بالفيتامينات والمعادن مقارنة بالكمية التي يكتسبها الجسم من المصادر الأخرى، وهو مصدر ممتاز لفيتامين سي الرافع للمناعة والمضاد للأكسدة، ولفيتامين أ المقوى للبصر والمنشط لمناعة الجهازين التنفسي والهضمي، ولإنتاج الطاقة للحفاظ على الشهية الجيدة والهضم واتزان الأعصاب، كما أن له دور هام في نمو الأطفال والقدرة على التعلم وتذكر المعلومات. ونصح بدران الصائمين بشرب الماء والسوائل الطبيعية بوفرة في الصيف عامة وفي ليل رمضان خاصة، للتعويض فقدان الجسم السوائل والذي يعد السبب شائع لشعور الصائمين بالتعب، نتيجة بطء الدورة الدموية خاصة في المخ وبالتالي قلة الأكسجين مع تراكم أحماض تسبب التعب. وأشار إلى أن هناك 10 أسباب لزيادة شعور الشخص بالعطش في رمضان وهي الإصابة بمرض السكر النوع الأول، والجفاف نتيجة ارتفاع الحرارة وزيادة التعرق، والعرق الشديد، وفقدان السوائل بالقيء، والإسهال أو النزيف أو الحروق أو الأدوية المدرة للبول، والتوتر ، والمجهود ، وتناول الوجبات الدسمة، وتناول البهارات الزائدة، وتناول الطرشي والمخلل، والتدخين. ووجه بدران 6 نصائح عامة للمواطنين لكي يقللوا من إحساسهم بالعطش خلال يوم صيف رمضان، وهي ممارسة النشاط البدني بإعتدال، و الحفاظ على برودة الجسم، وتهوية المنزل جيدا، وشرب الماء بكثرة في الفترة ما بين الإفطار إلى السحور لأنه أفضل السوائل لإرواء الجسم، والحفاظ على حيوية الأنسجة، وكفاءة الجهاز الدوري والجهاز العصبي وزيادة المناعة، وتجنب شرب الماء المثلج بعد الإفطار، وتأخير السحور لتجنب الجوع والعطش الشديد، مشيرا إلى أن الحساء في رمضان هو الشيء المثالي للتنشيط المتدرج للمعدة الخاملة، وزيادة تدفق الدم في العشاء المخاطي للمعدة تدريجيا. ووضع خطا أحمر تحت تناول المقليات كالبطاطس المحمرة أو الباذنجان، والمخللات البسطرمة أو التونة في السحور لاحتوائها على نسبة عالية من الملح، وكذلك التوابل والشطة والبهارات والمواد الحافظة، حيث إنها تهيج المعدة وتزيد من حموضتها، والوجبات السريعات الغربية أو الشاورما لأنها غنية بالدهون والملح مما يزيد من الإحساس بالعطش، وتناول السكر بكثرة في وجبة السحور مثل الكنافة والقطايف حيث يزيد من الإحساس بالجوع والعطش.
