قالت وزيرة الخارجية كوانداليزا رايس إن الرئيس الامريكي جورج بوش منذ توليه منصبه واجه أوضاعا صعبة للغاية في منطقة الشرق الأوسط، وعمل بصبر منذ ذلك الوقت لوضع أسس أفضل نحو مسيرة السلام، لافتة الى أن بوش هو الرئيس الأمريكي الأول الذي طالب بضرورة حل قضية الدولتين "الفلسطينية والإسرائيلية". وحول مدى قبولها بدور سعودي داعم للدور المصري في حل النزاع العربي الإسرائيلي، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية "خلال مؤتمر صحافي عقدته امس مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عقب لقائها الرئيس المصري حسني مبارك ان حل النزاع العربي الإسرائيلي متاح للجميع، ومصر دولة رائدة في البحث من أجل السلام وزعماؤها خاطروا من اجل التوصل للسلام وأضافت أن مصر دورها رئيسي في عملية السلام في المنطقة. وأضافت ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تبنى منذ طرح المبادرة العربية وجهة نظر المصالحة العربية الاسرائيلية وهذه خطوة مهمة،وقد تحدثنا كيف يمكن للعرب ان يعملوا على تشجيع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بحيث يتم وضع حد للأزمة وإقامة دولة للفلسطينيين . واستطردت قائلة "اننا نعمل معا لبحث ما يمكن ان نقوم به في هذا الوقت الصعب لحل الازمة، لقد عانى الشعب الفلسطيني وهم يرغبون في إقامة دولتهم المستقلة، والإسرائيليون ايضا لقد جاهدوا من أجل ضمان امنهم وسلامتهم، ولذلك دورنا جميعا هنا ان نبذل ما نستطيع لتشجيع حل قيام الدولتين في نفس الوقت، قد تكون هناك طرق عديدة لتحقيق ذلك لكنني الآن اعتقد ان على جميع الدول ان تنظر في ما يمكن ان تفعله لتشجيع عملية السلام". وأكدت الوزيرة الأمريكية أن حكومة بلادها لم تقترح اي تعديل على المبادرة العربية،وقالت " انها مبادرة عربية والعرب لديهم الحق في ان يعرضوها كما يرغبون"،معربة عن أملها في أن يكون ذلك سبيل لتحريك الدبلوماسية لحل إقامة الدولتين، مشددة على اهمية دور الدول العربية في دفع عملية السلام إلى الامام. وأضافت "ان الامر متعلق بالدول العربية وكيفية ان يطرحوا أو يستفيدوا من المبادرة العربية في سبيل تنشيط العمل الدبلوماسي العربي، وليس من شأن الولاياتالمتحدة تعديل المبادرة" . وعن الرؤية الامريكية التي طرحت على مصر بشأن إقامة الدولتين،رفض ابوالغيط الكشف عن هذه الرؤية، وقال "لا يصح ان اعلن عن كيف تنوي ان تتحرك أمريكا لتتناول المسألة،ولا يمكن ان نكشف عما تحدثت به". ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في تصريحات له ان لقاء الرئيس حسني مبارك بوزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس تطرق الى الوضع في المنطقة بصفة عامة وتحديدا في مجموعة من المسائل الاقليمية على وجه الخصوص وتحديدا القضية الفلسطينية . واضاف ابو الغيط انه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تعرضت رايس الى التفكير والمنهج الامريكيين في هذا الصدد وكيفية التعامل مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ومهمة اللجنة الرباعية الدولية ومهمة المجتمع الدولي والاقليم نفسه وكيفية مساعدته في دفع الامور في هذا المجال . وشدد وزير الخارجية على ان مصر تدعم الجهد الامريكي في تحريك عملية السلام ونأمل ان تنجح الولاياتالمتحدة ووزيرة خارجيتها في تحقيق اختراق، وقال نحن نؤكد في هذا الصدد ان هناك حكومة فلسطينية وسلطة فلسطينية موجودة اليوم على الارض وقادة ويجب دعمها لان دعم السلطة والحكومة الفلسطينية سوف يفتح الطريق الى عملية سلام نشطة بالمنطقة. وقال وزير الخارجية احمد ابو الغيط في مؤتمره الصحفي مع رايس انه تم التطرق ايضا الى الوضع في العراق ومسألة دارفور والمسألة اللبنانية والملف النووي الايراني، حيث كان لنا نقاش مركز في مسألة منع الانتشار النووي بمنطقة الشرق الاوسط . واوضح ابو الغيط انه تم اول من امس عقد لقاءين مع مجموعة الوزراء العرب ومجموعة رؤساء الاجهزة الامنية العرب حيث تم بحث هذه النقاط موضحا انه كان نقاشا مفيدا حيث تعرف الجميع على وجهات النظر المختلفة في كيفية التحرك نحو دفع عملية السلام . وقال أبوالغيط إن المرحلة المقبلة ستشهد الدخول في الشق العملي والمضمون لجهود التسوية وكيفية التحرك للوصول الى هدف بناء الدولتين،مضيفا أن التصميم والمثابرة لتحقيق هذا الهدف سيقود الى نتائج أكثر إيجابية. وحول مسألة منع الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية المصري إن هناك قرارا خاصا بمنع الانتشار النووي في الشرق الاوسط عام 1995، وتم تعزيزه بمطالبة كافة أطراف الإقليم بالانضمام الى هذه المعاهدة،مضيفا "أن هناك مؤتمرا سابعا لمعاهدة منع الانتشار سيعقد عام 2010، تتعاون فيه مصر مع الجانب الأمريكي للوصول الى تفاهم يؤدي الى تعزيز فكرة المطالبة بانضمام باقي الأطراف الى هذه المعاهدة". من جانبه،قال أبو الغيط " الشرق الاوسط وجهد التنمية في الشرق الاوسط لا يجب ان يكون احتكاراً لدولة واحدة مثلما قالت رايس، ومصر دولة محورية وتحملت مسئوليتها على مدى عقود ممتدة للنزاع العربي الإسرائيلي،واليوم هناك أكثر من قوة عربية راغبة في المساهمة في بناء السلام،وهذه مسؤولية جماعية والجامعة العربية ليست مصر بل هي مجموعة من الدول العربية تعمل سوياً لتحقيق هدف اتاحة السلام لهذه المنطقة". وأوضح ان المملكة ومصر تعملان مع بعضهما وبكثير من التنسيق، ومن يتابع العمل السعودي المصري يرصد لقاءات متعددة الكثير منها مفتوح وعلني ومنها غير معلن ولكن اللقاءات مستمرة، ومسؤولية السلام تقع على الجميع، وكل من يستطيع بذل الجهد علينا ان نؤيده.