علن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مروان شربل اليوم الثلاثاء أن "حزب الله " لم يشارك إلى جانب الجيش اللبناني في المعارك التي خاضها الجيش ضد الجماعة المسلحة التابعة للشيخ أحمد الأسير في "عبرا" بمدينة صيدا جنوب لبنان.وقال شربل في معرض رده على سؤال لصحفي " لم يشترك إلا الجيش اللبناني في معارك عبرا". وأضاف أن "الجيش اللبناني لا يسمح بذلك"(مشاركة حزب الله بالمعارك).ووصف شربل ما سمي "بالمربع الأمني" الذي كان يوجد فيه الشيخ أحمد الأسير بأنه " قلعة أمنية" وقال "إن ما شهدته يشير إلى أنه كانت توجد نوايا أمنية ( لدى الأسير) أبعد من صيدا".كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان ثمن في وقت سابق اليوم جهود الجيش لبسط سلطة الدولة في مدينة صيدا الساحلية في اعقاب الاشتباكات التي اندلعت هناك الأحد الماضي, إثر اعتداء عناصر تابعة للشيخ أحمد الأسير على حاجز للجيش في منطقة عبرا والتي انتهت بسيطرة الجيش على مقر الأسير. وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن سليمان ثمن "الجهود والتضحيات التي بذلها الجيش اللبناني من أجل ضبط الأمن وبسط سلطة الدولة في صيدا وفرض هيبة المؤسسة العسكرية".وأثنى الرئيس اللبناني ب`"وقوف المواطنين والمرجعيات الوطنية والتفافهم حول مؤسستهم الوطنية وعلى وحدة المؤسسة العسكرية وتماسك العسكريين والتزامهم". وتوجه سليمان إلى العسكريين مؤكدا ان القيادات العسكرية وعلى رأسها العماد قهوجي تحوز ثقة رئيس الجمهورية والحكومة.وذكر البيان أن سليمان "دعا العسكريين إلى عدم المبالاة بالمحاولات الانتهازية التي ترمي للتملق السياسي والشعبوي وكسب الصدقية على حساب دماء العسكريين وزرع الشكوك حول علاقة القيادتين العسكرية والسياسية". وكانت صيدا شهدت في وقت سابق اليوم هدوءا حذرا بعد اشتباكات استمرت يومين بين مجموعة مسلحة تابعة للشيخ الأصولي أحمد الأسير والجيش اللبناني انتهت بسيطرة الجيش على مقر الأسير الذي رحل عنه ولم تعرف وجهته حتى الآن. وأدت الاشتباكات إلى مقتل 17 عسكريا وضابطا من الجيش وحوالي خمسين جريحا, في حين تحدثت أنباء رسمية عن مقتل حوالي 30 على الأقل من مسلحي الأسير. وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء, إن 17 عسكريا قتلوا خلال اشتباكات عبرا , وجرح حوالي خمسين آخرين. وطلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني "إجراء التحقيقات الاولية في حادثة عبرا والتحقيق مع الموقوفين( من مسلحي الأسير) الذين بلغ عددهم حتى الان أربعين موقوفا". وكان القاضي صقر سطر أمس بلاغات بحث وتحر بحق الشيخ السلفي أحمد الأسير و123 شخصيا من مناصريه, بينهم شقيقه والمغني السابق فضل شاكر. وقال المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم الذي ترأس اجتماعا أمنيا في سراي صيدا الحكومي , أنه تم البحث خلال الاجتماع " في كيفية العمل في المرحلة المقبلة بعد انتهاء الوضع الذي كان غير طبيعي في صيدا". وأضاف أن "قوى الأمن تقوم بحراسة الأبنية التي لحقتها الأضرار جراء تبادل إطلاق النار وتأمين دوريات متواصلة ليلا نهارا لإرساء الاطمئنان في نفوس المواطنين ونحن بصدد ارسال تعزيزات الى مدينة صيدا اعتبارا من اليوم لاعادة الامور الى طبيعتها". وصرح مصدر عسكري لبناني بأن القوات اللبنانية تواصل البحث عن الزعيم السني أحمد الأسير وأن الجيش يقوم منذ صباح اليوم الثلاثاء بتفجير عبوات كان زرعها الأسير وأنصاره داخل وخارج مجمع بلال بن رباح في عبرا بمدينة صيدا. وكان الأسير هرب من المجمع بعد الاشتباكات التي دارت بين أنصاره وقوات الجيش اللبناني في مدينة صيدا الساحلية, والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 18 جنديا. وقال المصدر العسكري لوكالة الأنباء الألمانية إنه تم العثور على منصات إطلاق صواريخ وأسلحة رشاشة داخل المجمع. وقد منع الجيش المواطنين من الاقتراب من المكان حفاظا على سلامتهم. وبدأت الاشتباكات بالمنطقة أمس الأول الأحد عندما قتل أنصار الأسير ثلاثة جنود في نقطة تفتيش تابعة للجيش حين أوقفوا سيارة تابعة لأنصاره. وأصدر حزب الله بيانا قال فيه إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الرئيسية "الضامنة للسلم الأهلي في لبنان" مشيرا إلى أن التعرض له هو مس "بأمن الوطن بكامله".