المكان .. قلب العاصمة البريطانية على جسر ويستمنستر فوق نهر التايمز الذى يصل إلى مقر البرلمان بجوار ساعة بج بن الشهيرة .. الزمان .. امس بعد ظهر الأربعاء .. المشهد .. رجل في سيارة رباعية الدفع يدهس المارة على الجسر ثم يخرج من الجسر وتصدم سيارته بحاجز الطريق ويخرج منها وهو يركض نحو أسوار مقر البرلمان حيث كانت رئيسة الحكومة تيريزا ماي تلقى خطابا أمام النواب.، وفى طريقه يقوم بطعن شرطي، ويستعد لمهاجمة شرطي آخر ..وفى المقابل يطلق عناصر آخرون من الشرطة النار عليه ما أدى إلى مقتله.وكانت النتيجة مقتل ثلاثة أشخاص اضافة الى المهاجم واصابة عشرون آخرون بجروح. طابع إرهابي.. شرطة سكتلنديارد وصفت سريعا الاعتداء بأنه "إرهابي". وقالت الشرطة على موقعها على الإنترنت "حادث في ويستمنستر: نتعامل معه على أنه حادث إرهابي حتى يثبت العكس"، وتقوم قيادة مكافحة الإرهاب بإجراء تحقيق واسع في الهجمات".وبعد الحادث قامت الشرطة بإبعاد المشاة عن الجسر معتبرة أن المكان "غير آمن". رسائل تخريبية.. وتعليقاً علي الحادث ..يرى المحللون السياسيون ، إنه لايمكن منع حدوث عمليات إرهابية بشكل مطلق مهما تم تكثيف الإجراءات الأمنية فى أي مكان، و أن الحادث الاخير له رمزية، وكان من الممكن أن يكون له تداعيات أكبر حال وجود تقصير أمني.وأن الهدف الرئيسي من تلك العملية هو إثارة الضجة وإرسال رسائل تخريبية فقط. وتشير اصابع الاتهام الى وقوف تنظيم "داعش" وراء تلك العملية أو بعض "الذئاب المنفردة" القريبة أيديولوجيا من التنظيم -حسب تعبير الشرطة البريطانية – وأن المتطرفين الذين قاموا بتلك العملية لم يكن فى وسعهم القيام بأكثر من ذلك جراء التشديدات الأمنية. ردود الفعل العالمية الغاضبة .. وعقب الهجوم صدرت الكثير من ردود الفعل العالمية الغاضبة التي تندد بالحادث وتعرب في الوقت ذاته عن تأييدها وتضامنها مع بريطانيا في مكافحة الإرهاب. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعربت عن تعاطفها مع جرحى الهجوم وقدمت التعازي لأسر القتلى، وشددت على ضرورة التعاون الدولي في الحرب ضد الإرهاب. موضحة "لا نقسم الإرهاب إلى فئات.. نعتبره شرا مطلقا.. في هذه اللحظة، وكما كان موقفنا دائما، قلوبنا مع الشعب البريطاني.. نشعر بألمهم ونتحدث مجددا عن الحاجة إلى مواجهة هذا الشر". وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون غاب عن "الصورة الجماعية" للمسؤولين المشاركين في مؤتمر استضافته واشنطن العاصمة لبحث سبل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيليرسون، الذي حضر الاجتماع أيضا، أصدر بيانا قدم فيه تعازيه لأسر الضحايا. وقال "قلوب الشعب الأمريكي وصلواتهم مع شعب المملكة المتحدة.. ندين أعمال العنف المروعة.. بصرف النظر عن أن مرتكبيها أفراد مضطربون أو إرهابيون، لا يرى الضحايا أي فرق بينهم". وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إن واشنطن مستعدة لتقديم المساعدة بأى شكل من الأشكال. مضيفا "سلامة وأمن المواطنين في الخارج تعد من أهم أولوياتنا.. تقوم سفارتنا في لندن برصد الوضع عن كثب". من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن دعمهما وتضامنهما مع بريطانيا، بعد الهجوم الذي وقع قرب البرلمان البريطاني. وخلال زيارة لمنطقة على مشارف باريس، قال أولاند للصحفيين "جميعنا يشعر بالقلق من الإرهاب.. تدرك فرنسا، التي تعرضت لضربة قوية مؤخرا، ما يعانيه الشعب البريطاني اليوم".مضيفا أن الدول "ينبغي أن تهييء كل الظروف للرد على هذه الهجمات.. من الواضح أنه على مستوى أوروبا، وحتى خارجها، لابد أن ننظم أنفسنا". وفي المانيا ذكرت المستشارة انجيلا ميركل أنها علمت "بشديد الحزن" بالحادث، وقالت إن قلبها مع "أصدقائنا البريطانيين وكل شعب لندن"، وخاصة المصابين.، وبالرغم من أن ظروف وملابسات الهجوم لا تزال غير واضحة "أود القول لألمانيا ومواطنيها، أننا نقف بحزم بجانب بريطانيا في حربها ضد كل أشكال الإرهاب"، في السياق ذاته، قال وزير الداخلية الفرنسية ماتياس فيكل "تعرضت دولة ذات مكانة عالية في الديمقراطية لهذه الهجوم"، مشيرا إلى أن فرنسا "مستعدة بوضوح للمساعدة". مصر تدين الحادث والارهاب .. وفى مصر اصدرت وزارة الخارجية بيانا ادانت فيه الحادث الإرهابي الذي وقع بالعاصمة البريطانية لندن وأسفر عن سقوط ضحايا وعدد من الإصابات.،وتقدم المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بالعزاء لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدا على أن هذه الأحداث تعيد التأكيد على خطورة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الجميع دون تفريق بين دين أو عرق. واكد المتحدث باسم الخارجية، أن حادث لندن الإرهابي يلفت الانتباه مرة أخرى إلى أن التنظيمات الإرهابية تستطيع النفاذ إلى المجتمعات والعبث بأمنها واستقرارها رغم التدابير الأمنية التي يجري اتخاذها، وهو ما يستوجب التعامل بمقاربة شاملة لمحاصرة التنظيمات الإرهابية من جميع الجوانب الفكرية والمالية والأمنية، والحيلولة دون انتشار الفكر الهدام الذي تتبناه هذه الجماعات الآثمة.