حذر رئيس اللجنة الشعبية في إسرائيل لطلب الحوار مع سورية، المدير العام السابق لوزارة الخارجية، ألون لئيل، من التدهور الى حرب مع دمشق وقال إن على إسرائيل أن تخرج من صمتها إزاء حادثة الانتهاك الجوي للأراضي السورية إما بنفي تورطها في الموضوع أو بإعطاء تفسير مقنع لهذا التصرف. وانضم الى لئيل في تحذيره وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس، الذي قال ان من السهل للغاية إشعال نار الحرب في الشمال، ولكن إخمادها صعب جدا. ولذلك فإن حذرا شديدا مطلوبا اليوم وعلى إسرائيل أن تعمل كل ما في وسعها لنزع الفتيل. وجاءت تصريحات لئيل وبيرتس تعقيبا على النبأ الذي نشرته سورية عن اختراق جوي لطائرات إسرائيلية مقاتلة بلغت حد حدود سورية مع العراق, وإلقاء ذخيرة متفجرة في أرض مفتوحة، وهو النبأ الذي رفض الناطق الاسرائيلي التعقيب عليه ويبقيه حتى اليوم في ظل سحابة ضبابية كاملة. وعلى الرغم من الصمت الرسمي في إسرائيل، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تنفك تنشغل فيه ليل نهار تتغذى من النشر في سورية وفي العالمين العربي والغربي ومن تعليقات الخبراء. وأعربت مصادر عسكرية عن قناعتها بأن وراء هذه العملية رسالة كبيرة استهدفت إسرائيل توصيلها الى سورية من دون أن تفسر بشكل واضح ما هو مضمون هذه الرسالة وقال الخبير العسكري، ألكس فيشمان، انه إذا صح النبأ بأن تلك طائرات إسرائيلية فإنها لا يمكن أن تتحرك إلا بقرار من أرفع المستويات بمن في ذلك رئيس الحكومة، ايهود اولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك، ورئيس اركان الجيش، غابي اشكنازي. وبما ان هذه العملية تنطوي على مغامرة قد تودي بحياة مجموعة من خيرة الطيارين وبطائرات باهظة الثمن، فإنه لا بد أن تكون وراءه أهداف كبيرة جدا تستحق دفع مثل هذا الثمن. ومع ان أوساطا اسرائيلية لم تستبعد ان تكون تلك طائرات تركية أو أميركية، إلا ان الغالبية رأوا أنها اسرائيلية وذلك لأن الرد الاسرائيلي الضبابي كان بمثابة اعتراف بأن اسرائيل تقف وراء العملية. وقالت الغالبية ان الرسالة الاسرائيلية لسورية هي انها تستطيع الوصول الى كل نقطة في الأرض السورية من دون أن يلحق بها أذى فقد طارت الطائرات من اسرائيل وعبرت البحر قرب الأجواء اللبنانية ثم دخلت سماء سورية وطارت على علو منخفض ووصلت الى مثلث الحدود السورية التركية العراقية من دون أن تكتشف، ثم اخترقت حاجز الصمت في خطوة تظاهرية استفزازية واضحة وألقت بالذخيرة ثم غادرت وعادت الى قواعدها سالمة وهذه رسالة لسورية وكذلك لمن يزودها بالسلاح (روسيا) وبالمال (ايران). ولكن اسرائيل فوجئت بالرد السوري الإعلامي الصاخب. وأدركت ان مثل هذا الخطاب السوري من شأنه أن يصعد التوتر ويطوره الى تدهور حربي. فسارعت الى تفعيل آليتها الدبلوماسية في أوروبا لكي توضح بأنها لا تنوي الحرب مع سورية وليست معنية بهذه الحرب بأي شكل من الأشكال وتقول في الوقت نفسه ان الجيش الاسرائيلي دخل الى حالة تأهب قصوى لمواجهة خطر هجوم سوري انتقامي. واعتبر ألون لئيل، الذي يقود منذ حوالي السنة مجموعة من الشخصيات العسكرية والسياسية والإعلامية في اسرائيل الداعية الحكومة الى التجاوب مع دعوة الرئيس السوري، بشار الأسد، للتفاوض حول السلام، ان الصمت الاسرائيلي ازاء حادثة الاختراق المذكورة هو بمثابة تصعيد إضافي للتوتر القائم أصلا بين الدوليتين. وعاد ليكرر تصريحا سابقا له بأن هناك ثلاثة اشهر أمام اسرائيل حتى تستجيب للمبادرة السورية وتمنع الحرب وتفتح طريق السلام. فإذا مضت هذه الأشهر من دون ذلك، فإن الحرب ستكون حتمية. وأكد أن الاختراق للأجواء السورية يؤكد هذه الحقيقة المؤلمة، ولذلك فإنه يحتاج الى تفسير.