نفى الكرملين يوم الثلاثاء أن يكون وراء هجمات إعلامية وإلكترونية على حملة المرشح الرئاسي الفرنسي الأوفر حظا إيمانويل ماكرون لكن معسكر ماكرون جدد الإتهامات لوسائل إعلام روسية وجماعة للتسلل الإلكتروني تعمل في أوكرانيا. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين ردا على سؤال في مؤتمر يومي على الهاتف مع الصحفيين إن الإتهامات التي وجهها ريشار فيران رئيس الحزب الذي ينتمي له ماكرون يوم الإثنين سخيفة. وأبلغ بيسكوف الصحفيين "لم تكن لدينا ولن تكون لدينا النية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو في عملياتها الإنتخابية على وجه الخصوص". وأضاف قائلا "الحقيقة الواضحة أن هناك حملة هيستيرية مناهضة لبوتين في بعض الدول بالخارج". وقال فيران يوم الإثنين إن السياسي الفرنسي الوسطي الذي تظهر إستطلاعات الرأي الآن أنه الأوفر حظا للفوز بإنتخابات الرئاسة في مايو (أيار) أصبح هدفا "لأخبار كاذبة" في وسائل الإعلام الروسية وإن حملته تواجه آلاف الهجمات الإلكترونية. وفي ظل توتر المناخ السياسي في فرنسا مع اقتراب الإنتخابات المقرر اجراؤها في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) أحجمت الحكومة الفرنسية عن توجيه الإتهام لأي جهة رغم مخاوف من تدخل خارجي في الحملات الإنتخابية. لكن مصدرا مسؤولا قال إن الحكومة تأخذ مسألة التهديدات الإلكترونية بجدية وستبحثها في اجتماع لمجلس الأمن القومي يرأسه الرئيس فرانسوا أولاند. ولم يذكر المصدر موعدا لهذا الإجتماع لكن صحيفة لو كانار انشينييه الأسبوعية الساخرة قالت يوم الثلاثاء إن من المقرر أن يعقد أواخر فبراير (شباط). وقال فيران إن موسكو تفضل سياسات زعيمة أقصى اليمين مارين لو بان ومرشح يمين الوسط فرانسوا فيون وهما منافسان لماكرون في سباق الإنتخابات وكلاهما "نجا بشكل مريب" من انتقادات وسائل الإعلام الروسية. وأضاف أن روسيا لا تميل لموقف ماكرون الداعم بشدة لأوروبا. وتريد لو بان زعيمة الجبهة الوطنية والمنافس الأقرب لماكرون على مقعد الرئاسة في قصر الإليزيه إخراج فرنسا من الإتحاد الأوروبي وتدعم سياسة روسيا في أوكرانيا. وجدد فيران يوم الثلاثاء هذه الإتهامات قائلا إن قواعد بيانات وصناديق للبريد الإلكتروني تابعة لحملة "ماكرون إلى الأمام" تعرضت لهجمات. وقال فيران للموقع الإلكتروني لصحيفة لو موند "إذا نجحت هذه الهجمات فإن حملة إلى الأمام ستصبح صعبة للغاية إن لم تكن مستحيلة". وأضاف أن أكثر من نصف هذه الهجمات جاءت بالأساس من أوكرانيا ونظمتها "جماعة مترابطة" وليس متسللين فرادى. وقال فيران "نحن أمام محاولة منسقة من جانب قوة أجنبية لزعزعة استقرار مرشح في الإنتخابات الرئاسية". وأشار بأصابع الإتهام مجددا إلى روسيا اليوم وسبوتنيك وهما وسيلتان إعلاميتان حكوميتان روسيتان قائلا إنهما نشرتا "أكثر الشائعات إساءة" عن ماكرون ومنها ما يخص حياته الشخصية وتمويل حملته. ونفت كل من روسيا اليوم وسبوتنيك نشر "أخبار كاذبة" عن ماكرون وقالتا إن مزاعم فيران لا أساس لها. وقالت سبوتنيك في تعقيب يوم الثلاثاء إن إتهامات فيران كاذبة ولا دليل عليها وتمثل محاولة لتوجيه الرأي العام. وأضافت قائلة "سبوتنيك تغطي دائما الأحداث كما هي بنقل وجهات النظر المختلفة التي يعبر عنها الأشخاص المعنيون بالحملة الإنتخابية".