عقد رئيسا وزراء العراقوتركيا محادثات اليوم السبت في بغداد، واشارا الى تحقيق تقدم في حل ملف وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة في شمال العراق. وقال حيدر العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي بن علي يلديريم ان هذه القضية "ستحل قريبا". واكد العبادي ان يلديريم والوفد المرافق له "اكدوا ان هذا الموضوع سيحل بشكل صحيح خلال فترة قريبة، وانا اشكرهم على هذا". ودعت بغدادأنقرة مرارا الى سحب قواتها المتواجدة في معسكر بعشيقة الواقع شمال شرق الموصل، المدينة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ اكثر من عامين، والتي تدور معارك ضارية حاليا في شوارعها لاخراج التنظيم الجهادي منها. وقال يلديريم السبت ان العبادي اعطاه ضمانات بهذا الصدد. واوضح يلديريم في المؤتمر "هذا موضوع مهم بالنسبة الينا، نحن مسرورن بهذا الامر". وتتهم انقرة حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء عدد من الهجمات الدامية التي وقعت في تركيا، والمحت بانها لن تتردد بعبور الحدود العراقية لملاحقة الانفصاليين الاكراد. واوضح العبادي انه اتفق مع حكومة اقليم كردستان العراق على ان تخضع سنجار لسيطرة حكومة الاقليم بالتعاون مع الجيش العراقي. وقال العبادي بهذا الصدد "من الناحية الواقعية لم تصل القوات العراقية الى سنجار، وهناك اتفاق بين البشمركة والجيش العراقي لفرض السيطرة على سنجار" مشددا "يجب ان تكون تحت سيطرة القوات العراقية بالكامل، ولا يسمح لاي قوة خارج الاطار الرسمي ان تسيطر على هذه المنطقة، وهذا اتفاق نهائي". وقال يلديريم ان حكومته ملتزمة باحترام ودعم سيادة العراق. وقال بعد لقائه بالعبادي "سيادة العراق شيء مهم جدا بالنسبة لنا". وشدد يلديريم على ان تركيا ستسحب قواتها من بعشيقة بعد انتهاء معركة الموصل. وكان العبادي اشار الى ان القضاء على الجهاديين في الموصل قد يستغرق ثلاثة اشهر، فيما راى مراقبون ان هذه الفترة قد لا تكون كافية. ولا تخفي تركيا مخاوفها من مشاركة قوات الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين شيعة في معركة استعادة الموصل الى جانب القوات العراقية. كما أعرب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري, عن الأمل في أن يسفر الحوار العراقي – التركي عن أوراق عمل ناضجة وعملية من شأنها تطوير العلاقات الثنائية.. وقال: إن "العراقوتركيا بحاجة ماسة إلى بعضهما على جميع الأصعدة وفي مقدمتها الأمن والاقتصاد". وأكد الجبوري ضرورة التكاتف العراقي – التركي وتنحية جميع الخلافات جانبا وحل المشكلات العالقة من خلال الحوار المستمر وتفكيك الأزمات ضمن الأطر الدبلوماسية والرسمية, مشددا على ثقته في حكمة وقدرة الجانبين على تذويب هذه المشاكل وإنهائها بسهولة وسلاسة. كما أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم , أن المصالح المشتركة والمدعومة بعلاقات تاريخية وثقافية بين العراقوتركيا تتطلب العمل بوتيرة أسرع من أجل تجاوز ما حدث من توترات واختلافات بين البلدين, قائلا إن "العلاقات تبقى والتوترات تزول". وأشار معصوم – خلال استقباله في قصر السلام ببغداد اليوم/السبت/ رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم والوفد المرافق له – إلى أن المهم في علاقات العراق حاليا هو الموقف من الإرهاب ومن دعم وإسناد الجيش والشعب العراقي في هذا المجال, مشددا على أن "القوات العراقية ماضية من أجل تحرير كل شبر من أرض العراق من الإرهاب وتخليص العالم من شروره". وأكد معصوم ضرورة أن تعمل دول المنطقة بشكل مشترك ومكثف ومخلص بعد الانتصار على داعش في العراق وسوريا من أجل إزالة آثار التطرف والإرهاب, بما يسمح بالانتقال إلى مراحل أكثر تطورا في العلاقات الإقليمية والاستقرار والتعاون في المنطقة.