اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش في ذكرى مرور سنة على العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وحربها مع حزب الله ان انتهاكات قوانين الحرب من قبل الطرفين بقيت من دون تحقيق او عقاب. وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الاوسط في هذه المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقرا لها "طرفا النزاع انتهكا قوانين الحرب لكن بعد مرور عام كامل لم يتعرض اي منهما للمساءلة". واسفت المنظمة لكون اسرائيل والحكومة اللبنانية لم تبادرا الى التحقيق في جرائم حرب ارتكبت خلال الحرب التي استمرت 34 يوما من 12 يوليو الى 14 اغسطس 2006 وسقط فيها اكثر من 1200 قتيل في لبنان واكثر من 160 قتيلا في اسرائيل ودمرت فيها اسرائيل المدارس والجسور والطرق والمطارات كما استهدفت المدنيين حتى داخل العاصمة بيروت وسط صمت فاضح من المجتمع الدولي ودعم مباشر من الولاياتالمتحدة وبريطانيا. واوضحت ان لجنة فينوغراد الحكومية الاسرائيلية تحقق في اخفاقات الاستعداد للحرب وادارتها لكنها لم تفوض التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبها الجنود الاسرائيليون في حين ان الازمة الداخلية في لبنان قضت "على ارادته وعلى ما يبدو على قدرته على التحقيق" في اعمال حزب الله اللبنانية. وانتقدت المنظمة كذلك مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي تأثرت لجنته الخاصة "بتفويض اقتصر على تصرفات طرف واحد (اسرائيل) وكانت عاجزة عن تطبيق توصياتها".وقالت ويتسون ان "التحقيقات الاسرائيلية واللبنانية فشلت لذا على المجتمع الدولي ان يتدخل". ودعت المنظمة الدول التي توفر اسلحة لاسرائيل وحزب الله الى وقف ارسال الاسلحة والعتاد العسكري ومساعدات اخرى الى مناطق يشتبه في انها استخدمت فيها خلال الحرب بطريقة تنتهك القوانين الانسانية. واستخدمت اسرائيل ذخائر انشطارية في لبنان زودتها بها الولاياتالمتحدةالامريكية التي اقامت جسرا عبر بريطانيا لدعم الاسرائيليين في حين اطلق حزب الله عشوائيا صواريخ على المدن والمستعمرات الاسرائيلية في شمال فلسطين وداخل اسرائيل. وهذه الاسلحة تقتل من دون تمييز. واوضحت هيومن راتيس ووتش ان الاطراف "التي سمحت عن معرفة بشن هجمات كهذه قد تكون ارتكبت جرائم حرب ويجب ان تخضع لتحقيق". وقد اندلعت حرب الصيف الماضي المدمرة بعدما خطف حزب الله جنديين اسرائيليين عند الحدود بين البلدين في عملية قتل فيها ثمانية جنود اسرائيليين. وبدا جنوب لبنان بعد مرور عام من الحرب مدمرا وساحة حرب نائمة تنفجر فيها الالغام المزروعة والقنابل الانشطارية لتقتل وتصيب القرويين ولم يستطع عدد كبير من سكان الجنوب العودة لمنازلهم كما ان الطيران الاسرائيلي ينتهك الاجواء اللبنانية بشكل منتظم رغم وجود قوات الاممالمتحدة التي تقف عاجزة عن وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان.