عمت مظاهر الحزن لبنان بعد مقتل عضو في مجلس النواب اللبناني مناهض لسوريا ، مما فاقم من الأزمة التي تعيشها البلاد ، وهدد بتعطيل إنتخاب رئيس جديد للبنان. وأغلقت البنوك والمدارس والمكاتب الحكومية أبوابها بعد يوم من مقتل انطوان غانم النائب المنتمي إلى حزب الكتائب المسيحي وسبعة أشخاص آخرين على الأقل في الإنفجار الذي وقع في منطقة مسيحية ببيروت في أحدث هجوم على معارضي دمشق التي ألقى حلفاء غانم المسؤولية عليها فى حين أدانت سوريا الإغتيال. وكان غانم سابع شخصية سياسية مناهضة لسوريا يقتل منذ إغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005. وذكر مروان حمادة وزير الإتصالات -وهو أحد زعماء التحالف الحكومي ونجا من محاولة إغتيال عام 2004 " كل شهرين أو ثلاثة شهور نحن نستهدف" ، وأن "النظام السوري يستخدم مهاراته الإرهابية على حساب الغالبية اللبنانية". هذا وقد وقع الإنفجار في منطقة سن الفيل المزدحمة في بيروتالشرقية ذات الغالبية المسيحية وأسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل ، ومن بينهم النائب غانم ، وإصابة 19 آخرين على الأقل. كما أسفر الإنفجار عن أضرار مادية جسيمة في المنطقة ذات الطابع التجاري ، وتسبب بإندلاع النار في عدد من المحلات والسيارات التي كانت في موقع الإنفجار. هذا ودعا حزب الكتائب اللبناني المسيحي وقوى 14 اذار/مارس إلى إضراب عام -الخميس- في لبنان حدادا على نائبه انطوان غانم الذي أغتيل -الأربعاء . ونعى حزب الكتائب -في بيان صدر إثر إجتماع لمكتبه السياسي- غانم وإعتبر إغتياله مؤامرة واضحة تستهدف كل لبنان . وأكد أن جريمة الإغتيال هي حلقة من مسلسل الإغتيالات الذي طاول شخصيات بارزة بهدف إنقاص الأكثرية وصولا إلى إتمام مشروع تعطيل المؤسسات ، مؤكدا الإستمرار "حتى تأمين الإستحقاق". ونعى رئيس مجلس النواب -نبيه بري- غانم الذي إستهدفته يد الجريمة والغدر والتي سبق أن إستهدفت عددا من القادة و البرلمانيين والإعلاميين ورجال السياسة والفكر والمناضلين. وأدرج بري كل الإغتيالات في سياق المسلسل نفسه الذي يستهدف لبنان ونظامه السياسي والإقتصادي وحريته ووحدته والعيش المشترك. وإستنكر الرئيس اللبناني اميل لحود بشدة الجريمة. ورأى في بيان أنها "حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي تستهدف وحدة لبنان وأمنه وإستقراره وإرادة بنيه في العيش بكرامة وحرية وسيادة".