بعد إعلان إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل موافقته علي صفقة الأسلحة الأمريكية المتطورة التي سيتم الإعلان عنها خلال ساعات للسعودية وخمس دول خليجية أخري, أبدي عدد من مسئولي وزارة الدفاع الإسرائيلية اعتراضهم عليها, مشيرين إلي أن بيع صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية للرياض يمثل خطرا استراتيجيا علي أمن إسرائيل. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسئولين بارزين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهم إن حيازة السعودية لنظام القذائف الموجهة بالأقمار الصناعية, والذي يسمي جيدام, من شأنه أن يهدد ميزان القوة العسكرية في الشرق الأوسط. وذكر مسئول رفض الكشف عن هويته أن إسرائيل لا تملك وسائل دفاعية ضد هذه القنابل الذكية, في إشارة إلي جيدام. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة رفضت خلال محادثات عسكرية جرت الشهر الماضي بيع أسلحة وطائرات لإسرائيل, وعلي رأسها قاذفة قنابل من طراز( إف 22) القادرة علي تفادي الرادار. وكان أولمرت قد أبدي في موقف خارج عن المألوف تفهمه للخطة الأمريكية التي تهدف إلي تزويد دول الخليج العربي بأسلحة متطورة لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة, مؤكدا عزم واشنطن زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل لتحقيق توازن مع صفقة الأسلحة. وفي الوقت نفسه, ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن عددا من أعضاء الكونجرس الأمريكي سيتقدمون بمشروع قرار لعرقلة تمرير صفقة الأسلحة المنتظرة. ونقلت الصحيفة عن النائبين الديمقراطيين انتوني وينر وجيرولد نادلر قولهما إنهما سيتقدمان بمشروع قرار يحظر بيع أسلحة لدول الخليج فور إخطار الكونجرس به. وقال وينر إن السعودية يجب ألا تحصل علي واحدة من الأسلحة الأمريكية قبل أن تتخذ خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب, علي حد قوله. كما أعلن النائب الجمهوري روبرت وكسلر أنه سينضم للديمقراطيين في معارضتهم لقرار الإدارة الأمريكية. وفي برلين, انتقد روبرخت بولنز, رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الألماني والعضو البارز في الحزب الحاكم, الخطط الأمريكية الرامية إلي بيع أسلحة إلي دول الخليج, واصفا ذلك بأنه استراتيجية عالية المخاطر. ودعا بولنز إلي قيام الولاياتالمتحدة بدلا من ذلك بمبادرة لنزع السلاح في المنطقة. ومن جانبها, انتقدت إيران أمس زيادة المساعدات العسكرية للسعودية وخمس دول خليجية أخري, بهدف تطويق النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني, إن الإعلان عن هذه العقود يدل علي أن الولاياتالمتحدة تريد إثارة الخوف في المنطقة والإضرار بالعلاقات الجيدة بين دولها.