جيش مصر هو شرف مصر وقوة مصر وسندها ولا يمكن ان نتحدث عن جيش مصر ولا نذكر ما قاله نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى ولو كان الكلام في العصر الفرعوني فكلام النبي النبي صلى الله عليه وسلم عن المصريين والجيش المصري شرف لكل المصريين الى ان تقوم الساعة فهو صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى.. الجيش المصري من اقوى واعرق الجيوش في جنوب البحر المتوسط من بداية الحضارة المصرية والجيش المصري يلعب دوراًكبيراً في الدفاع عن الحضارة المصرية ضد الاعداء وقد خاض الجيش المصري معارك كبيرة ضد جيوش ضخمة غزت مصر وانتصر عليها على مر العصور بتعدادها السكاني الكبير والضخم وهذا ساعدها بتكوين جيش كبير وحتى في حالات الانتكاسات العسكرية كانت قادرة على اعادة تكوين جيش بوقت قصير.. فالجيش بطولاته معروفة وموافقة الوطنية وتضحية ابناءه حتى تكون الأمة في أمان واستقرار كل يوم نسمع ونرى من يستشهد من ابناءنا دفاعاً عن ارضنا الغاليه .. اليوم نفتح ملف دور الجيش المصري في التضحية والفداء وحماية اراضينا من كل عدو .. موقع أخبار مصر أجرى حواراً مع لواء طيار أ ح هشام الحلبى مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة حول العلاقة التاريخية بين الجيش والشعب المصري. نص الحوار: كيف ترى الحروب النفسية التى تُمارس ضد الجيش المصري؟ هناك فرق بين الحرب النفسية والعمليات النفسية، فالعمليات النفسية توجه إلى الدول والجماعات (المعادية – الصديقة – المحايدة – الحليفة) ، بينما الحرب النفسية توجه إلى القوات المسلحة للدول المعادية فقط وقت الحرب فى ميدان القتال ، ومن حيث الهدف فالعمليات النفسية تهدف الى التأثير على آراء وانفعالات وسلوك الأفراد والجماعات (سياسيا – اقتصاديا – اجتماعيا – عسكريا) ، بينما هدف الحرب النفسية الرئيسي هو تحطيم القوة المعنوية للقوات المسلحة المعادية لخفض قدرتها على القتال ، ومن حيث الاستمرار فالعمليات النفسية مستمرة في جميع الأوقات فى السلم والتوتر والحرب بينما تقتصر الحرب النفسية على أوقات التوتر والصراع المسلح فقط ، وبالتالى فان العمليات النفسية لم تعد مجرد وسيلة تستخدم أثناء الحرب فقط ، بل أصبحت العمليات النفسية مستقلة عن الصراع العسكرى حتى أصبح هذا الأخير عنصراً من عناصرها . والعمليات النفسية الحالية موجهه للشعب المصرى كله وليس جيش مصر على وجه الخصوص، الجيش المصرى محصن من الحرب النفسية وايضا من العمليات النفسية بما لديه من امكانيات وآليات تتضمن الرصد واساليب المواجهة، ولكن المهم فى هذه المرحلة وعى المدنيين بالعمليات النفسية التى تمارس ضد الدولة بالكامل وبالتالى ضدهم، وأحد أهدافها انها تحاول ضرب العلاقة القوية بين الجيش والشعب. لماذا ضرب العلاقة بين الجيش والشعب؟ الذى تمر به المنطقة ومصر من ضمنها هو حروب غير تقليدية تهدف الوصول بالدولة الى نموذج الدولة الفاشلة وذلك باستهداف القطاع المدنى من خلال الانهاك و التاكل البطئ لمكوناته (كل كيان على حده)، وتتسم الصراعات غير التقليدية انها بطيئة ومن الصعب رصد بداياتها، ونرى للاسف بعض النماذج فى المنطقة تورطت فى هذا الشكل من الصراعات، وما حدث ويحدث حاليا فى مصر ان الجيش المصرى يساعد القطاعات المدنية فى الدولة ويتدخل بسرعة واحتراف لحل الازمات الملحة والعمل على منع تفاقمها حتى لا يتاثر القطاع المدنى ولا ينهار اى مكون من مكوناته، وهذا بالطبع يعمل على افشال اى مخططات للحروب غير التقليدية فى مصر، وهناك محاولات خارجية تسعى بقوة لضرب العلاقة بين الجيش و الشعب لمنعه من القيام بأى دور لمساعدة ومساندة القطاعات المدنية وذلك لتوهمهم انه يمكن تنفيذ مخططاتهم فى مصر، ولكن الحقيقة ان القوات المسلحة المصرية لم ولن تسمح بتنفيذ إستراتيجية الهدم من الداخل التى تحاول هذه المخططات تنفيذها، بعد ان نجحت فى دول اخرى. هل بعض الشعارات التى نسمعها لها علاقة بالموضوع (مثل ان يقال للجيش عود لثكناتك)؟ نعم هذه الشعارات تحاول ضرب العلاقة بين الجيش والشعب ، وتحاول ابعاد الجيش عن المشهد باى طريقة ، ومنعه من القيام بمهمة وطنية وهى مساندة القطاعات المدنية والتى بالتالى ستمكن مصر من العبور بسرعة من هذه المرحلة الصعبة ، ويجب ان ننتبه جيدا لهذه الشعارات ، والاعلام له دور كبير فى الوعى بها ، فبعض الشعارات البراقة تكمن تحتها الكثير من الافكار الخبيثة ، وضبط المصطلحات يؤدى لضبط الافكار. لماذا هذا الاهتمام بالعمليات النفسية فى هذا الوقت؟ لأنه لم يعد الانتصار العسكري هو الانتصار المادي بهدف القضاء على العدو، ولكن أصبح المنتصر هو من يحقق أعلى نسبة من الهزيمة النفسية للطرف الآخر ، وأعظم انتصار هو إرغام العدو على التخلي عن مشروعاته وخططه دون أن يتحمل الطرف الآخر أي خسائر، لذلك أصبحت العمليات النفسية جزءاً لا يتجزأ في الصراعات الحديثة والقدرة على توجيهها عنصر من عناصر القوة لأي طرف ، لذا تعتبر العمليات النفسية اداة رئيسية من ادوات الصراعات غير التقليدية. هل سهلت التكنولوجيا عمل العمليات النفسية؟ فعلا فقد وفر التقدم التكنولوجى للحرب النفسية امكانيات لم تكن موجودة من قبل ، وذلك من خلال ثلاثة أبعاد رئيسية ، اولها القدرة على انشاء علاقات شبكية تسمح بسرعة التواصل بين المجتمعات والافراد ، وثانيها تعدد وسائل النفاذ والتأثير على المجتمعات و الافراد ، وثالثها تطور العلوم الاجتماعية التى تركز على معرفة المؤثرات على السلوك الانسانى . ما أهمية دور الاعلام فى العمليات النفسية ؟ اصبح الإعلام أحد الأدوات الرئيسية في توصيل رسائل العمليات النفسية إلى المتلقي في أي مكان وعلى أي مستوى ، وتلعب وسائل الاعلام التقليدى والغير تقليدى المتعددة بكافة أشكالها وأنواعها دوراً مؤثراً فى ظل التطور العلمي والتكنولوجي لتوفرها وإمكانية استقبالها فورياً وقت وقوع الحدث حيث تغطي شريحة ضخمة من الأهداف المخاطبة ، كما أن العمليات النفسية هي الوسيلة التي تتحدد من خلالها أهداف الرسائل الإعلامية وتوجيه الجماهير إلى تحقيق هدف محدد في توقيت محدد يخدم مصالح الدولة المعتدية. ما الذى تهدف اليه العمليات النفسية فى مصر؟ تهدف العمليات النفسية الموجهة الى مصر محاولة التأثير على إتجاهات وسلوكيات الأفراد / المجموعات لمحاولة التقليل من شأن الايجابيات والانجازات وتضخيم السلبيات والمشاكل الموجودة ، وايضا التأثير على ارادة المصريين فى التصدى للمشاكل المختلفة ، ويتميز الشعب المصرى بأن لديه قدرة كبيرة على التصدى للمشاكل و الصعوبات ، وتاريخنا يوضح – على سبيل المثال وليس الحصر – ان المصريين طردوا دول عظمى احتلت مصر وقاموا ببناء السد العالى ، و اعادوا بناء القوات المسلحة بعد 1967 فى وقت قياسى وانتصروا فى 1973 رغم ان مقارنة السلاح كانت لصالح اسرائيل . نرى محاولات التشكيك واحيانا السخرية .. هل لذلك علاقة بالعمليات النفسية؟ هذه نقطة هامة جدا ، لان العمليات النفسية تحاول ايضا خلق الانقسامات والتناقضات بين طبقات المجتمع للتأثير على وحدة الجبهة الداخلية للدولة ، مستخدمة ضدها العديد من الاساليب مثل (التهكم والسخرية والاستهزاء والتقليل من شان الاخر) ، بالاضافة الى التشكيك في المبادئ والقيم وإثارة الفتن والنزعات الطائفية في المجتمع ، ومحاولة زعزعة الثقة فى كل مشروعات اصلاح الاقتصاد المصرى والتضخيم من الأزمات ، والتشكيك فى قدرة الدولة على التحرك الخارجى الناجح ، وتشويه العلاقة بين مصر والدول الشقيقة والصديقة. الى أى مدى تؤثر العمليات النفسية على تماسك الدول؟ تؤثر العمليات النفسية بشكل كبير على تواصل الدولة مع مواطنيها والعلاقة المعنوية والفكرية بينهما ، ويؤثر ذلك على القيم المجتمعية والتماسك السياسى والرضا القومى ، وبالتالى يمكن التاثر على الدولة المستهدفة بأقل تكلفة، وذلك بنقلها من حالة التماسك القوى إلى حالة مهلهلة رخوة تفقدها القدرة على المقاومة والصمود ، ومن ثم يسهل فرض التبعية عليها، ونرى دولا فى منطقتنا تأثرت كثيرا بالعمليات النفسية ووصلت للاسف الاوضاع فيها لمستويات سيئة جدا، رغم انها دول لها حضارة وتاريخ واستطاعت فى الماضى التغلب على الاستعمار التقليدى، ولكنها لم تدرك ان شكل الحرب تغير وان الحروب غير التقليدية ومنها حروب الجيل الرابع تعتمد على استراتيجية الهدم من الداخل والتى احد ادواتها العمليات النفسية. ما سر العلاقة بين الشعب والجيش، وهل ترثر العمليات النفسية التى نراها من بعض الدول علي هذه العلاقة ؟ الجيش المصرى والشعب وجهان لعملة ذهبية واضحة ، بينهما علاقة قوية نشأت منذ فجر التاريخ، فتحركا معا على مر العصور للتغلب على التهديدات والتحديات التى واجهتها مصر ، بالاضافة الى ان الجيش المصرى يتكون من شريحة رأسية من الشعب (تجد فى الجيش أبن الغنى و الفقير ومن شمال وجنوب مصر وشرقها وغريها – تقريبا كل بيت فى مصر مشارك او شارك او سيشارك فى الجيش) ، لذا فهو جيش من الشعب وللشعب ، ولن تستطيع اى قوة ان تضرب هذه العلاقة او تؤثر عليها اطلاقا، ولن تؤثر عليها اى عمليات نفسية ، فالاقنعة تسقط وتظهر الوجوه القبيحة على حقيقتها ويبقى الوجه المشرق للعلاقة بين جيش مصر وشعبها. كيف نواجه العمليات النفسية؟ وعى القطاعات المدنية بالعمليات النفسية مهم جدا، لان الدول تهتم بالعمليات النفسية وتستخدمها فى سياستها الداخلية والخارجية لتحقيق أمنها القومى سواء فى السلم أو الحرب ، ولم يعد العمل النفسى مصاحبا فقط لأعمال القتال المسلح بل أصبح أداه من أدوات التعامل مع النفس البشرية ليس فقط للتلاعب بها على مستوى الفرد لإعادة تشكيله وإنما التلاعب بالحالة النفسية الجماعية للمجتمعات والتأثير على الشخصية القومية للدول من خلال اختراقها وتضليلها فكريا وتخريبها نفسيا ، وتعتبر دراسة جميع الجوانب ( السياسية – الاجتماعية – الثقافية – الأخلاقية – الاعلامية …. الخ) للدولة المستهدفة من العوامل الحاسمة لنجاح العمليات النفسية ، أنسب اسلوب لمواجهة العمليات النفسية هو انشاء آليات للرصد وللتوعية ثم إجراء قياسات دورية لمعرفة مدى التأثير النفسي والوقوف على ما رسخ في وجدان المتلقين ، على ان تكون الآليات فى كل القطاعات المدنية ويشترك فيها الاعلام بكل انواعه .