تصاعدت الأزمة السياسية والدستورية فى أوكرانيا وذلك بعد أن هدد الرئيس فيكتور يوشينكو بمقاضاة كل من لا يلتزم بالمرسوم الذى أصدره بحل البرلمان فى تصعيد جديد للمواجهة بينه وبين رئيس الوزراء فيكتور يانو كوفيتش ، وقد أعلنت المحكمة الدستورية فى الوقت نفسه أنها سبتحث فى غضون الأيام الخمسة عشر القادمة قرار الرئيس الأوكرانى بحل البرلمان وهو القرار الذى رفضته أحزاب المعارضة التى تشكل الحكومة ، وكان رئيس الوزراء الأوكرانى الذى يرى أن قرار الرئيس بحل البرلمان غير دستورى قد قدم شكوى للمحكمة العليا فى بلاده لإبطال هذا القرار . وفى السياق ذاته تعهد رئيس الوزراء يانو كوفيتش بمقاطعة الحملة الانتخابية التى دعا إليها الرئيس الأوكرانى ، مُشيراً إلى أن المعارضة لن تشارك فى أى استعدادات لأى انتخابات حتى تدقق المحكمة الدستورية فى هذه المسألة .
وقد تظاهر آلاف الأوكرانيين من أنصار رئيس الوزراء فى الميدان الذى خرجت منه الثورة البرتقالية فى حين تظاهرت أعداد أخرى أمام مقر الرئاسة والبرلمان احتجاجاً على قرار الرئيس الأوكرانى حل البرلمان وهتف المتظاهرون بسقوط يوشينكو ولوحوا بالأعلام الزرقاء لحزب " المناطق " بزعامة رئيس الوزراء الأوكرانى والأعلام الزهرية للحزب الاشتراكى وهما من أحزاب الأغلبية الموالية لروسيا فى البرلمان الحالى .
وأعلن رئيس الوزراء استعداده لقبول حل وسط مع الرئيس الأوكرانى فى حال إلغاء المرسوم الرئاسى الخاص بحل البرلمان ، مؤكداً استعداد الحكومة للنظر فى اقتراح يوشينكو الخاص بإنشاء لجنة دستورية وصياغة نص جديد للقانون المتعلق بمجلس الوزراء وتفعيل ميثاق الوحدة الوطنية الذى تم التوقيع عليه فى أغسطس الماضى 2006 .
ومن جانبه أكد الرئيس الأوكرانى يوشينكو على أنه اتخذ قراره بحل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة بسبب ما وصفه تجاوز فيكتور يانو كوفيتش رئيس الوزراء لصلاحياته ومحاولاته احتكار السلطة السياسية عبر انتهاك الدستور وتجاهل رغبات الشعب الأوكرانى .
وكان الرئيس قد أصدر مرسوماً الأسبوع الماضى بحل البرلمان ودعا إلى انتخابات مبكرة فى 27 مايو المقبل ، وجاء هذا الإجراء بعد ثمانية أشهر من التعايش الصعب بين الرئيس الموالى للغرب ورئيس الوزراء وائتلافه الموالين لروسيا من جهة أخرى .
ويأتى قرار الرئيس عقب فوز حزب " الأقاليم" الموالى لروسيا بأغلبية ساحقة متغلباً على حزب "أوكرانيا بلدنا" الموالى للغرب فى الانتخابات التشريعية العام الماضى والتى اعتبرها المراقبون الغربيون والروس نزيهة وحرة ، واتهم الرئيس الأوكرانى غريمه رئيس الوزراء يانوكو فيتش باستخدام وسائل غير قانونية فى استمالة 11 من أنصار الرئيس بالبرلمان إلى الائتلاف الحاكم الموالى لروسيا فيما يعد انتهاكاً للدستور .
وقد اجتمع الرئيس يوشينكو مع قادة الجيش وأجهزة فرض القانون وطالبهم بعدم التدخل ، حيث اعتبر أن الأزمة الناشئة ذات طبيعة سياسية ويجب حلها بالوسائل السياسية ، كما اجتمع بسفراء دول مجموعة الثمانى ، معبراً عن رغبة كل من الغرب وروسيا فى الحفاظ على الاستقرار فى البلاد .