أكد الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمي ان انعقاد القمة الاسلامية فى القاهرة دلالة واضحة على قدر ومكانة مصر وشعبها عبر التاريخ، فمصر الحضارة والأزهر والثقافة والتاريخ والجغرافيا والنِّيل دائمًا في قلب الأمة الإسلامية وفي وعيها ولم ولن تَغِب أبدًا عنه بإذن الله. وقال بديع فى تصريح له من مكتب الارشاد الاربعاء" أن هذه القمة تُعْقد وقد طرأت على مصر تغييرات كبيرة وأحداث جسام؛ تمثلت في إعلاء الشعب لإرادته بإسقاط نظام دكتاتوري بغيض، وبداية تأسيس دولة ديمقراطية دستورية حديثة قائمة على أسس المواطنة وسيادة القانون والحرية والمساواة والتعددية، والتداول السلمي للسُّلطة عبر صناديق الاقتراع، واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ولفت ان الامة الاسلامية تحتاج الى السعي الحثيث والجاد نحو وحدة حقيقية تنتظم أمتنا، مشيرا ان العالم من يتجه لتكتلات عديدة مختلفة المشارب والاتجاهات لتحقيق صالحهم الخاصة، أفلا نفعل نحن ذلك عبادة لله وتحقيقًا لصالح أوطاننا بما يحقق الخير كل الخير للعالم بأسره. فنحن حملة النور المسئولون عن إيصاله للدنيا كلها. واشار ان هذه الوحدة تتوَّج بالتكامل الاقتصادي الذي يرعى مصالح الشعوب ويزيد من فرص الاستثمار المشترك، وتشغيل الأيدي العاملة، وتوفير الوظائف للعمالة المدرَّبة، والاستفادة من الموارد الطبيعية لكافة الدول وتبادل الخبرات فيما بينها؛ بما يعود بالنفع والخير العميم على أمتنا كلها. وشدد ان الالتحام بالشعوب وعدم الانعزال عنها والسعي في حل مشاكلها وبذل غاية الجهد في رُقيِّها وتقدمها ونيل رضاها، أكبر ضمانة على تقدم البلاد وسلامتها ووأد الفتن في مهدها، فلن يكون هناك حاجز بين الحاكم والمحكوم ولا بين الغني والفقير، ولا بين الأغلبية والأقلية، فالكل يتعبد إلى الله بإرضاء الآخر والسعي في حاجته. وطالب بضرورة العمل على زيادة التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء للقضاء على الفقر الضارب بجذوره في أعماق مجتمعاتنا، والإسهام الفاعل في تطورها وتنميتها. ولتحقيق ذلك فمن الضروري أن تتعاظم الجهود الدافعة إلى زيادة التجارة البينيَّة بين الدول الأعضاء وتحقيق النِّسب المستهدفة لذلك، مع تخصيص برنامج خاص للتنمية في الدول والأقاليم الأولى بالرعاية. وانهى مرشد الاخوان تصريحاته منبها ان أمتنا الإسلامية تواجه الآن العديد من التحديات الجسام التي تحيط بها من الخارج وتهددها من الداخل، فهناك من لا يريد لأمتنا أمنًا ولا استقرارًا ولاخيرًا، فعلينا أن نعي حجم المخططات المُحدقة بنا وأن نحبطها في مهدها، وأن نتخذ من السبل والتدابير اللازمة نحوها، وأول وأهم عناصر قوتنا هو وحدتنا بلا أدنى شك.