مع اقتراب الانتخابات التشريعية الاولى بعد اقرار الدستور، بدأت التحالفات بين الأحزاب في الظهور على الساحة السياسية. قال محمد جمال نائب رئيس حزب الثورة المصرية ان منطق التحالفات الانتخابية جديد على الساحة السياسية المصرية ولكنه لا بديل عنه في الانتخابات القادمة لان الأحزاب المدنية او ذات المرجعية الإسلامية التي لا ترضى عن ممارسات الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة وتيارات الإسلام السياسي لا بد لها ان تتحالف لمواجهتهم في البرلمان القادم المنوط به التشريع واختيار الحكومة بل والمحافظين. ويتمنى جمال أن تتماسك جبهة الإنقاذ الوطني التي ينتمى اليها، وان يتحلى أعضاؤها بإنكار الذات، مؤكدا ان خوض الجبهة للانتخابات بقائمتين ليس استيراتيجية صحيحة حتى وان كانت طريقة لتفتيت الأصوات الا أنها ستؤثر سلبا على الجبهة. ويرفض نائب رئيس حزب الثورة المصرية تصنيف بعض أعضاء الجبهة بكونهم فلول، مؤكدا ان "لفظة فلول ما هي الا صنيعة إخوانية يتم استخدامها قبل الانتخابات للتصفية المعنوية لبعض الرموز المحترمة التي لديها رصيد يمكن ان تواجه به الإخوان وتحقق رصيداً في الانتخابات. مفهوم الفلول ويضيف: "المفهوم الثوري عن الفلول هو من كان يعمل في النظام القديم او يستفيد منه وهذا لا ينطبق على السيد بدوي او عمرو موسى "، موضحا أنه ليس من الحكمة إطلاق مثل هذه المفاهيم على الشخصيات التي يمكنها ان تحرز تقدماً أمام تيار الإسلام السياسي، مشيرا إلى أن كثيرا من الأحزاب التي ظهرت بعد الثورة ليس لديها المقدرة على إنكار الذات حقيقيا او فعليا. ومن جانبه، أكد هيثم درويش، القيادي بحزب الدستور، انه يجري التفاوض مع أعضاء جبهة الإنقاذ لنكون قائمة واحدة ،فنحن لا نريد السيطرة على البلد بل نريد تغليب المصلحة والكفاءة على المعايير الانتخابية. ويؤكد ان الرهان الآن على الشعب المصري والقوى الثورية وتيار الاستقرار الذين قد صوتوا للكتلة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية الأولى لكن ثبت لهم العكس. وقال درويش: "لو أن تيار الثورة متمثلا في ابو الفتوح وصباحي اتحدوا في الانتخابات الرئاسية لكان الوضع تغير، فالإنسان يتعلم من خطأه وكذا السياسيين وارجوا الا يتم تكرار الأخطاء السابقة". قائمة واحدة للجبهة فيما اكد حسام مؤنس المتحدث الرسمي للتيار الشعبي المصري ان التيار حاليا يعد طرفاً في جبهة الإنقاذ الوطني ويجري التشاور حاليا أيهما أصح هل يكون بخوض الانتخابات بقائمة واحدة للجبهة ككل أم بقائمتين منفصلتين او كل تيار ينفصل تبعا لأيديولوجيته وتبقى الجبهة كمظلة سياسية موحدة لجميع التيارات الليبرالية ويوضح انه قد يكون الباعث لوجود قائمتين يقوم على الرغبة في عدم إهدار الأصوات وتفتيتها وبخاصة مع اختلاف البرامج الداخلية للأحزاب تبعاً لاختلاف توجهاتها بينما اكد احمد كامل المتحدث الرسمي لحزب المؤتمر ان التحالفات هي الحل الوحيد لمنع تفتيت الأصوات وان حزب المؤتمر جزء من تحالف جبهة الانقاذ. وكان عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر قد سبق واكد قائلا:" سنخوض الإنتخابات موحدين، وسنعمل على تكوين قوائم مرشحين موحدة ،وقد بدأ بالفعل التشارو فى هذا الأمر ويعى الأعضاء تماما خطورة تقسيم واختراق الجبهة والمحاولات التى تسعى لهدمها، وأن أعضاء الجبهة وقياداتها لن يسمحوا بانقسامها أو انهيارها، مشيرا إلى أن هناك محاولات من الخارج لدخول تيارات فيها والمطالبة بخروج البعض من أعضائها وهو الأمر الذى ترفضه الجبهة ولن يحدث على الإطلاق . حساسية التشاور ومن جهته اكد محمد المهندس المتحدث الإعلامي لحزب مصر القوية ان الحزب سبق وان تعاون من قبل مع أحزاب في جبهة الإنقاذ في مواقف سياسية عدة مثل الموقف من مسودة الدستور مع شباب الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وتشاورنا في مواقف أخرى مع أحزاب مثل حزب الدستور، ولنا اتصالات مباشرة مع رموز مثل الدكتور البرادعي والسيد حمدين صباحي والدكتور محمد غنيم والدكتور أبو الغار والأستاذ عبد الغفار شكر، كما ان للحزب اتصالات مع حزب الوسط والتيار المصري، ويحضر جلسات الحوار الوطني حيث يلتقي فيها مع أحزاب أخرى مثل الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية وغد الثورة والإصلاح والتنمية، مؤكداً عدم وجود أي حساسية في التشاور مع أي طرف سياسي في الساحة السياسية المصرية. وأضاف انه لا مانع من التشاور حول التحالف الانتخابي مع هذه الأحزاب أو غيرها غير انه لم يحدث اتفاق على أي تحالف انتخابي حتى الآن بل لم يحدث ان وصلنا إلى مرحلة مفاوضات كاملة حول شكل ذلك التحالف. وأوضح المهندس ان الحزب يرفض ان ينضم لأي قوائم انتخابية بها شخصيات محسوبة على النظام السابق أو على المجلس العسكري، ولن ندخل في تحالف تحت مسمى ضد إسلامي أو ضد مدني. التحالف مع الاخوان ونفى في الوقت نفسه فكرة التحالف مع حزب الحرية والعدالة؛ لأن التحالف الانتخابي مع من في السلطة له حسابات معقدة سياسيا منها ما يتعلق بالمستقبل السياسي للحزب، ومنها ما يتعلق برؤية الحزب لوضعه الحالي في الحياة السياسية، كما أن الرؤية الاقتصادية والسياسية لحزب مصر القوية مختلفة جذريا مع حزب الحرية والعدالة. وأوضح المتحدث الاعلامي لمصر القوية قائلاً: "ان تحالفنا الانتخابي سيقوم على برنامج سياسي واقتصادي واضح، وسيكون في الأساس قائما على الحد الأدنى من التعديلات الدستورية المقترحة، واحترام هوية الأمة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني". ويرى انه يمكن التنسيق الانتخابي مع أي طرف كان في دوائر بعينها، ولصالح شخصيات نرى أن هناك مصلحة للوطن في تواجدها في مجلس النواب المقبل. وأكد المهندس: "اننا لا نزايد على أحد في مواقفنا السياسية ومن ضمنها شكل التحالف الانتخابي؛ حيث لنا رؤيتنا الخاصة المبنية على ما نراه مصلحة للوطن دون تشكيك في رؤية الآخر المختلفة عنا". وأوضح أن الحزب اختار منذ نشأته الطريق الأصعب وهو البعد عن التخوين والتشكيك في مواقف الآخرين؛ فلا نعارض السلطة لأنها تنتمي إلى مربع فكري أو أيديولوجي معين ولكننا نعارضها فيما نراه مضرا بمصالح الأمة، وقد لا نشارك في ائتلاف أو تحالف معارض لأننا نرى لغة خطابه مضرة بتلك المصلحة الوطنية. واكد أننا لا نحسب تحالفاتنا الانتخابية فقط بعدد المقاعد التي قد نحصل عليها نتيجة لهذا التحالف، ولكننا نحاول أن نحسبها أيضاً وفقاً لرؤيتنا الحزبية وانحيازاتنا السياسية والاقتصادية، وفلسفتنا الفكرية رغم ما في ذلك من صعوبة بالغة، وأن الحزب عينه على المستقبل، ولا ننظر تحت أقدامنا بالبحث عن بعض المكاسب السياسية السريعة." تحالفات الأحزاب الاسلامية وعلى صعيد الأحزاب ذات المرجعية الاسلامية فقد أعلن الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن التحالفات في الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون مع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. وقال الدكتور طلعت مرزوق، عضو الهيئة العليا لحزب النور أن الحديث عن تحالفات سابق لأوانه،وأشار إلى أن الاتصالات التي تمت بين الحزب وغيره من الأحزاب مجرد حوار لم يتبلور، ونفى أي اتصالات مع حزب الحرية والعدالة، قائلا:" الأحزاب الأقرب للتحالف لنا هي الحضارة والبناء والتنمية، ومصر القوية، وغد الثورة، والتيار المصري". ومن جهته قال علاء صديق، عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، أن تحالف الجماعة الإسلامية الانتخابي مع قائمة حزب الوطن، بقيادة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وعماد عبد الغفور، رئيس حزب الوطن لا يزال في مرحلة المفاوضات، لكنه الأقرب . وقال أن الجماعة لم تقرر حتي الان شكل التحالفات التي ستخوض بها انتخابات مجلس النواب القادم مشيرا الي أن الجماعة تنتظر اقرار قانون الانتخابات حتي تتضح الصورة امامها بشكل تام وتحسم مصير هذه التحالفات. الجماعة الاسلامية وقرار التحالف وأكد صديق أن الجماعة وحزبها منفتحون على جميع القوى السياسية الإسلامية وغير الإسلامية، مؤكدا أنها لم تحسم بعد قرار التحالف في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لسعيها للتوافق مع كل القوى السياسية بتشكيل تحالف يستكمل أهداف الثورة ويضم أحزابًا إسلامية وغير إسلامية. وأضاف أن الجماعة الإسلامية ستدفع بعدد من رموزها في انتخابات مجلس النواب المقبلة، وفي مقدمتهم أسامة حافظ، وصلاح هاشم، وحسين شميط، والدكتور طارق الزمر، وصلاح رجب. و قد أعلن أيضا الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد رئيس الجمهورية لشؤون الحوار المجتمعي ووكيل مؤسسي حزب الوطن التحالف مع الشيخ حازم أبو إسماعيل، وذلك على الرغم من عدم إعلان عبد الغفور أو أبو إسماعيل أي تفاصيل تخص هذا التحالف. تحالف الوطن وابو اسماعيل وقال الدكتور يسرى حماد نائب رئيس حزب الوطن السلفي إن حزبه سيعقد الجمعة اجتماعًا بالقاهرة يضم أمناء جميع المحافظات لمناقشة بعض المستجدات والتطورات السياسية، وحسم مسألة التحالفات في الانتخابات البرلمانية المقرر بدء إجراءاتها يوم 25 فبراير المقبل. وأكد حماد أن حزب الوطن سيحسم موقفه من التحالفات الانتخابية القادمة خلال الاجتماع وذلك تفعيلا لمبدأ الحزب فى مشاورة الأعضاء فى جميع المحافظات قبل اتخاذ القرار. أما طارق قريطم، القيادي في حزب الوسط، فيرى أن التحالفات جميعها تمت من خلال النور والحرية والعدالة،وأضاف أن قانون الانتخابات هو ما سيحدد شكل التحالفات، الأمر الذي قد يستغرق قرابة شهرين. وأوضح أن أحزاب الوسط والإصلاح والنهضة ومصر القوية ذات المرجعية الإسلامية لم تعلن عن الالتزام بالتحالف مع الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية فقط، بل أعلنت جميعها عن استعدادها للتحالف مع كيانات أخرى إن لزم الأمر شريطة عدم وجود فلول، دون التطرق لإمكانية استبعاد هذه الأحزاب التحالف مع جماعة الإخوان أو حزب النور.