تصاعد العنف في قطاع غزة وجنوب إسرائيل، ومقتل العشرات من الفلسطينيين والإسرائيليين حتى الان ، يلعب دورا فى احداث تغير ملحوظ المحيط الجيوسياسيى للمنطقة . فالقتال الدائر الان بين إسرائيل وغزة هو الاشتباك الأكبر منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة عام 2008-2009، و حينذاك كانت حماس منبوذة سياسيا على الساحة العالمية.. و لكن حتى الآن، وعلى مدى العامين الماضيين، كانت نفوذ وسلطة حكومة حماس أخذة في الارتفاع ، فبعد ان كانت منبوذة إقليميا ، اصبحت تتلقى تعهدات النقدية من الأصدقاء الجدد - لاسيما دول الخليج - التي بدورها عززت اقتصاد غزة لينمو بسرعة. وعلاوة على ذلك، قد عززت انتفاضات "الربيع العربي" التي اجتاحت شمال أفريقيا والشرق الأوسط من شعبية حماس، حيث اطاحت الثورات بالحكام الإقليميين المستبدين المعادين للحركة الاسلامية فى غزة.. وليس ادل على تغير الزمن من زيارات كبار المسؤولين فى حماس غير المسبوقة في يناير عام 2012 لكل من مصر وتركيا، وتونس، وحتى سويسرا لدعم علاقاتها الدبلوماسية. وبالتالي، اصبح النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجاري الآن يشكل أكبر تحد امام الحكومات الإسرائيلية والمصرية على حد سواء لأنهما تسعيان إلى صياغة سياساتهما الخارجية في سياق جديد - وأكثر تعقيدا - للحقائق الجيوسياسية.