استشهد السبت ناشط فلسطيني مع تواصل الغارات الإسرائيلية على أنحاء متفرقة في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي لليوم الرابع على التوالى. وقالت مصادر فلسطينية إن طائرة استطلاع إسرائيلية قد استهدفت دراجة نارية كان يستقلها ناشط في العشرينات من عمره في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة ما أدى لاستشهاده. وذكرت المصادر أن الغارة قد أسفرت كذلك عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح , وصفت حالة أحدهم بالحرجة , ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين جراء شن إسرائيل أكثر من 700 غارة على قطاع غزة منذ يوم الأربعاء الماضي إلى 41 شهيدا قتيلا ونحو 400 جريح. وذكرت مصادر طبية أن سيدة وأبناءها السبعة أصيبوا بجروح وصفت حالة أحدهم بالحرجة جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزل أحد القياديين في كتائب القسام شرقي غزة. كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية مجموعة نشطاء غربي غزة ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح حرجة للغاية ووصفت حالته بأنه في موت سريري. واستشهد 11 فلسطينيا منذ صباح السبت مع شن الطيران الإسرائيلي غارات متتابعة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة استهدفت بعضها مقرات مدنية تتبع الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومنازل سكنية. في المقابل , أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن إطلاق صاروخ من نوع (فجر 5) باتجاه مدينة تل أبيب وسط إسرائيل حيث تبعد نحو 70 كلم عن قطاع غزة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن صفارات الإنذار قد دوت في تل أبيب والمناطق المحيطة بها فيما اعترضت منظومة (القبة الحديدة) صاروخا فلسطينيا تم إطلاقه على المدينة دون وقوع إصابات. وأعلنت إسرائيل في وقت سابق السبت عن نشرها بطارية جديدة من المنظومة الدفاعية على مشارف مدينة تل أبيب بعد سقوط ثلاثة صواريخ عليها خلال اليومين الماضيين. في هذه الأثناء , نشرت كتائب القسام خططا لها في حال توسيع إسرائيل عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة لتشمل هجوما بريا. وقال الموقع الإليكتروني لصحيفة (الرسالة نت) التابعة لحركة حماس في غزة , إن القسام بدأت تتهيأ لاحتمال شن إسرائيل هجوما بريا رغم إقرارها بالفارق الكبير في قدرات الطرفين. وذكر الموقع أن كتائب القسام تجهز وحدات متنوعة ومنها وحدات "المرابطين" المكلفة بحماية حدود القطاع من التوغل ووحدات "الرصد والمتابعة" المعنية بمراقبة التحركات الإسرائيلية ووحدات "الاستشهاديين" والوحدات الخاصة الخاضعة لتدريب متقدم ومجهزة بأسلحة وعتاد أكثر تطورا. وأضاف الموقع الإلكترونى أن القسام تجهز كذلك وحدات المكافحة المتخصصة في تنفيذ عمليات نوعية بالاعتماد على الأنفاق الأرضية. يشار إلى أن إسرائيل تلوح بشن هجوم بري على قطاع غزة منذ يومين وأعلنت عن استدعاء 70 ألف من ضباط الاحتياط في ظل استمرار كثافة إطلاق القذائف الصاروخية على جنوب إسرائيل. في الوقت نفسه , أعلن ديوان الموظفين في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس استئناف العمل الرسمي لموظفيها يوم غد الأحد في جميع المؤسسات الحكومية الخدماتية. ويستثني من ذلك المؤسسات التعليمية التي أعلن عن تعليق العمل فيها حتى إشعار آخر. جاء ذلك رغم تدمير الطائرات الحربية الإسرائيلية مقر مجلس الوزراء التابع لحكومة حماس في غزة ومقري وزارتي الداخلية والخارجية وعدد كبير من المقرات الأمنية. وبهذا الصدد , قال طاهر النونو- المتحدث باسم حكومة حماس في مؤتمر صحفي قبالة مقر مجلس الوزراء المدمر - إن الحكومة لازالت تضطلع بكافة مهامها وتعمل بكامل قدراتها وطاقاتها رغم ما تتعرض له من قصف ودمار. واعتبر النونو استهداف المقرات الحكومية "دليل عجز للحكومة الإسرائيلية", متهما تل أبيب بالتخطيط لارتكاب "جرائم حرب جديدة" في غزة. وأشار إلى أن الحكومة المقالة استقبلت أمس الجمعة في مقر مجلس الوزراء المدمر الوفد المصري واليوم استقبلت الوفد التونسي "فذلك دليل على أن الشعب الفلسطيني لم يعد وحيدا في مواجهة الاحتلال". في سياق أخر , استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكتبه بمدينة رام الله السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان لبحث تطورات جهود إبرام تهدئة في غزة. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية /وفا/ عن عباس إشادته ب`"الدور الكبير الذي تقوم به مصر رئيسا وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني وجهودها من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي وتحقيق التهدئة في قطاع غزة". وكرر عباس مطالبته بمواصلة الجهود المصرية الساعية لوقف "شلال الدم" في قطاع غزة. كان عباس قد أعلن أمس الجمعة أنه طلب من جامعة الدول العربية إيفاد وفد من وزراء الخارجية العرب برفقة وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية إلى غزة لتفقد الأوضاع فيها. وبهذا الصدد , قال مصدر فلسطيني إنه من المرجح وصول وفد يضم وزراء خارجية كل من مصر وتونس وليبيا والجزائر إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى ويرافقهم وير الخارجية الفلسطينى رياض المالكي إلى غزة غدا الأحد. وذكر المصدر أن حكومة حماس قد أبلغت الجامعة العربية ترحيبها بالزيارة وتشجيعها على المضي بها. كان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل قد زار غزة أمس الجمعة على رأس وفد حكومي الأمر الذي كرره اليوم وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام الذى طالب عقب تفقده جرحى في مستشفي الشفاء الطبي في غزة بوقف فوري لعملية إسرائيل العسكرية محذرا إياها من أن الوضع العربي تغير كثيرا.