يعتزم باحثون بريطانيون إجراء دراسة بهدف تحديد ما إذا كانت هناك علاقة تجمع بين ممارسة رياضة كرة القدم وزيادة الامراض العصبية وكان فريق بحث ضم مختصين في علم الأعصاب من جامعة “كينجز كوليج لندن” البريطانية، قدم تقريراً حول ثلاثة من المرضى المصابين بأمراض العصبون الحركي، ممن تراوحت أعمارهم ما بين 56-،61 حيث كانوا يمارسون في السابق رياضة القدم بشكل متكرر. طبقاً للتقرير الذي نشرته دورية “التصلب الجانبي الضموري”، والتي تحمل اسم أشهر أمراض العصبون الحركي فقد كان هؤلاء المرضى أصدقاء ويمارسون رياضة كرة القدم مرتين أسبوعياً. كما تم تشخيص إصابتهم في أوقات متقاربة وتعد أمراض العصبون الحركي من الاضطرابات العصبية التي تنجم من تحطم الخلايا العصبية التي تتحكم بوظائف العضلات الأساسية والمسؤولة عن الكلام، المشي، التنفس والبلع. وهي تظهر عند البالغين بعد سن الأربعين أما بالنسبة للأطفال المرضى كما هو في الحالات الوراثية فقد تظهر عند الولادة أو قبل بلوغ الطفل سن الثانية. وبحسب ما أوضح الباحثون فلا بد من إجراء دراسة وبائية تشمل عينة واسعة من المرضى تضم لاعبي كرة القدم المحترفين وذلك بغرض تحديد ما إذا كانت ممارسة تلك الرياضة ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض العصبون الحركي التي تؤدي إلى الشلل خصوصاً وأن دراسة إيطالية أجريت في العام 2005 أشارت في بعض نتائجها إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض العصبون الحركي عند لاعبي كرة القدم المحترفين في إيطاليا بمقدار زاد ست مرات مقارنة مع الحال بالنسبة للأفراد الآخرين الذين لا يمارسون هذا النوع من الرياضة. ووفقاً لما أشار الباحثون البريطانيون فيرجح تورط عدد من العوامل التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم من المحترفين أو الهواة المواظبين على ممارسة هذه الرياضة في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض العصبون الحركي ومنها استخدام اللاعب رأسه بشكل متكرر لصد الكرة الأمر الذي قد ينطوي على مخاطر ترتبط بتضرر الدماغ وخلاياه وهو ما يستبعده بعض المختصين الذين لا يعتقدون أن استخدام الرأس في دفع الكرة قد يكون سبباً للتلف الحاصل باعتبار أن معظم الخلايا العصبية المتأثرة عند المرضى تقع في الحبل العصبي وفي عمق النسيج الدماغي ما يشير إلى ضعف تورط هذا العامل. كما بين القائمون على الدراسة أن تعرض اللاعبين إلى المبيدات الحشرية التي تستخدم على البساط العشبي في الملاعب، من خلال ملامسة أجسادهم للكرة عدة مرات، والتي قد تكون ملوثة بهذه المبيدات يعد سبباً محتملاً لحدوث هذا الأمر. بالإضافة إلى ذلك يشير الباحثون إلى أن التعرض- عبر الكرة- للدهان المستخدم لتحديد خط اللعب على البساط العشبي قد يشكل عامل خطورة في هذا الجانب. ويتوقع أن تشمل الدراسة الجديدة 1500 من الأفراد المصابين بمرض العصبون الحركي، كما ستضم العينة 1500 من الأفراد الأصحاء ليشكلوا بذلك المجموعة الضابطة.ويعلق الدكتور “بريان ديكي” مدير تطوير البحوث في رابطة “مرض العصبون الحركي”، موضحاً بأن الدراسة ستقوم باختبار جميع النظريات التي تقدم أسباباً محتملة للإصابة. كما يؤكد “ديكي” بأن فوائد ممارسة الرياضة تفوق ما قد تنطوي عليه من مخاطر، لذا فهو يوجه نصيحة للأفراد قائلاً “لا تجعلوا شيئاً يوقفكم عن لعب كرة القدم”، موضحاً بأن هذا النوع من الأمراض لا يزال نادر الحدوث.