حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشغل اسرائيل من مواجهة انتفاضة فلسطينية واسعة في حال المضي قدما في تنفيذ ما وصفه ب "العدوان على المسجد الأقصى." ودعا مشعل في مؤتمر صحافي في دمشق جميع الفلسطينيين إلى تنظيم حركة شعبية شاملة للتصدي لما أسماه "المخططات الاسرائيلية التي تستهدف المسجد" كما دعا القادة العرب والمسلمين وعلماء الدين وجميع المسلمين للتحرك في وجه هذه "المخططات،" في إشارة إلى أعمال حفريات اسرائيلية بالقرب من المسجد. وتحدث مشعل للصحفيين في العاصمة السورية دمشق قبل اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يرأس حركة فتح، في السعودية الثلاثاء. ويهدف الاجتماع الى بحث سبل وضع حد للاشتباكات التي تشهدها غزة والتي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين. هدنة طويلة؟ ونقل مراسلنا في دمشق عساف عبود عن قيادات فلسطينية في العاصمة السورية توقعاتها بان يسفر لقاء مكة، في احسن الاحوال، عن هدنة عسكرية طويلة الاجل بين الجانبين, لافتة الى ان ما حصل على الارض من سفك للدماء لن يمحى باجتماع تصالحي في مكة. لكن قيادات اخرى تشير الى ان السعودية لم تكن لتستمر بدعوتها للاجتماع لو لم تكن واثقة من قدرتها على فرض نوع من الحلول التي تؤدي الى هدنة طويلة الاجل, تكون مرتكزا لحل سياسي دائم بين الجانبين. وتشير هذه القيادات الى ان حركة حماس هي المرشحة على الاغلب لتكون مرنة في مواقفها, الامر الذي بدا في المؤتمر الصحفي لمشعل حيث عبر عن ثقته بنجاح لقاء مكة موجها كلامه الى قيادة فتح بالقول : " ليس امامنا الا ان ننجح و ممنوع علينا ان نفشل". وقال مشعل، الذي يعيش في سورية "الوضع لا يحتمل الفشل"، في إشارة إلى المحادثات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية مع عباس. وتابع مشعل "أقول لأبو مازن (محمود عباس): لا خيار أمامنا سوى النجاح". ومن المقرر أن يكون هذا الاجتماع هو الثاني بين الزعيمين منذ انتهت قمة جمعتهما في دمشق في 21 يناير/كانون الثاني دون إحراز انفراج. في غضون ذلك يبدو أن هدنة بين فتح وحماس مستمرة في قطاع غزة بعد مقتل نحو 23 شخصا خلال اشتباكات بين الحركتين الفلسطينيتين المتصارعتين على مدار أيام. ولم تقع اشتباكات كبيرة منذ السبت، حينما جددت الحركتان الهدنة التي خرقت مرتين بالفعل. يذكر أن الجانبين منخرطان في صراع مرير على السلطة منذ انتخاب حماس للحكومة في يناير/كانون الثاني 2006.