افتتحت القمة السابعة والعشرون لرؤساء دول الاتحاد الافريقي في كيجالي، بدعوة الى ارسال "قوة حماية اقليمية" الى جنوب السودان وبدء تحقيق حول اندلاع اعمال العنف في الايام الاخيرة في جوبا. من ناحية أخرى شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في الجلسة المغلقة للزعماء والقادة الأفارقة المشاركين بالقمة الافريقية التى بدأت اجتماعاتها الأحد في العاصمة الرواندية كيجالي. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الجلسة المغلقة ناقشت ثلاثة موضوعات رئيسية شملت خطط التكامل والاندماج الافريقي بما في ذلك سبل الانتهاء من المفاوضات حول إنشاء منطقة تجارة حرة أفريقية بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالمفاوضات الجارية بالأمم المتحدة حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن والموقف الأفريقي إزاء هذا الموضوع فضلا عن موضوع انتخاب رئيس وأعضاء مفوضية الاتحاد الافريقي. وفى ختام النقاش اتفق الرؤساء الأفارقة على قيام المفوضية والتكتلات الاقليمية الأفريقية باعداد خارطة طريق لمتابعة المفاوضات الخاصة بالتكامل الأفريقى بحيث يتم عرضها على القمة القادمة فى أديس أبابا خلال شهر يناير 2017 كما كلف الرؤساء الأفارقة المفوضية باعداد رؤية لإنشاء منطقة للتجارة الحرة وفقاً لما تم إقراره خلال القمة الثالثة للتجمعات الاقتصادية الثلاثة التى عقدت بشرم الشيخ فى يونيو 2015. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الكاتب الصحفي السيد هاني نائب رئيس تحرير الجمهورية المتخصص في الشئون الدولية. نص الحوار. *** في البداية كيف ترى أهم الملفات التى ستناقش في قمة كينجالي؟ القمة الإفريقية السابعة والعشرين التي تستضيفها العاصمة الرواندية كيجالي يومي 17 و18 الحالي هي قمة دورية تعقد بإنتظام ولكن للآسف الشديد كل دورة نجد أن مشاكل القارة تزداد دورة بعد دورة وتهدد حياة شعوبها كما تهدد الأمن والإستقرار في دول القارة.. هذه القمة تنعقد تحت (2016 عام حقوق الإنسان) ومن وجهة نظري كان الأجدى أن يكون الشعار هو (2016 عام إنهاء النزاعات الإفريقية) لأنه من البديهي ألا نتحدث عن حقوق الإنسان طالما أن النزاعات في دول القارة مستمرة في معظم أرجاءها. *** وماذا عن أهمية مشاركة الرئيس السيسي في هذه القمة؟ الدور المصري في إفريقيا تأثر بشدة بسبب مقاطعة الرئيس الأسبق حسني مبارك للقم الإفرقية منذ محاولة إغتياله التى جرت في أديس أبابا عام 1995 وحاول وزراء خارجية مصر خلال هذه الفترة إقناع مبارك بالمشاركة في القمم الإفريقية التالية لكنه ظل على رأيه مما أثر سلباً على مكانة مصر ودورها في القارة على مدى ال20 عاماً الماضية وعندما جاء الرئيس السيسي إلى السلطة 2014 في عام حاول تعويض هذا القصور من جانب مبارك بالحرص على المشاركة في كافة مؤتمرات واجتماعات وأنشطة وقمم القارة فضلاً عن بعض الزيارات التى قام بها إلى عدد من دول القارة واللقاءات الثنائية التى كان يعقدها مع القادة الأفارقة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. *** كيف ترى مستقبل العلاقات الثنائية بين مصر والسودان؟ العلاقات المصرية السودانية في حاجة إلى مراجعة ومصارحة ووضع النقاط على الحروف فيما يتصل بالعديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك وأول هذه القضايا بالطبع مسألة توزيع مياه النيل لأنها إذا إنحازت السودان إلى جانب دول حوض النيل ضد مصلحة مصر فكل مايقال بعد ذلك عن العلاقات الثنائية بين البلدين يصبح لا قيمة له.. أما بالنسبة لحلايب وشلاتين فهي قضية مفتعلة تخضع دائماً للمزايدات السياسية من جانب بعض الأحزاب السودانية التى تبحث لنفسها عن شعبية في الشارع السوداني. *** وماذا عن موقف أثيوبيا في أزمة سد النهضة؟ موقف أثيوبيا واضح منذ البداية وهو الإصرار على تنفيذ مخططها بإقامة سد النهضة وعدم التوقف عن أعمال البناء وإستغلال الوقت لإكمال المشروع بصرف النظر عما يلحق بمصر من أضرار.. وأحسب أن مصر قد إستنفزت الوسائل الدبلوماسية في هذه القضية وقد حان الوقت للجوء إلى خيارات أخرى عبر القانون الدولي والإتفاقيات الدولية المتوقعة بشأن توزيع مياه النيل ونقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي لحشد رأي عام دولي للضغط على إثيوبيا وتهديدها بفرض عزلة دولية وتهديدها إذا لم تلتزم بإحترام الإتفاقيات المتوقعة.. ولابد أن تعلم الحكومة الأثيوبية جيداً أن مصر قادرة على حماية حقوقها المائية في مياه النيل ولديها من الوسائل التى تضمن لها الحفاظ على حقوقها المائية التاريخية. *** كيف ترى أهمية التحديات التى تواجه إفريقيا في المستقبل؟ أهم التحديات التى تواجه إفريقيا هي ما يجري في مناطق منابع النيل ومحاولات بعض الدول بتحريض من الدول المعادية لمصر إقامة سدود على فروع النيل مما يؤثر على حصة مصر في المياه.. وأعتقد أن هذه القضية الأولى التى تهدد الأمن القومي المصري.. القضية الثانية هي الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى تحدي زيادة النفوذ الإسرائيلي في القارة في القارة الإفريقية بما يؤثر على مصالح مصر التجارية والاقتصادية والسياسية أيضاً. *** كيف تابعت زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى دول حوض النيل؟ هذه الزيارة تأتي في إطار سياسة (قفزة الضفضع) التى تتبعها إسرائيل في إفريقيا والتى تعني أن تقفز إسرائيل فوق محيطها الإقليمي والعربي الرافض لوجودها إلى الدول الإفرقية ما وراء لصحراء من أجل كسر عزلتها الدولية وبناء صداقات مع الدول التى تمثل الفناء الخلفي للعالم العربي. *** وماذا عن زيارة وزير الخارجية لإسرائيل؟ هذه الزيارة كانت تحمل رسائل معينة من مصر تتصل بجولة رئيس وزراء إسرائيل لإفريقيا حيث أكدت مصر أنها لن تسمح بالمساس بأمنها المائي ومصالحها في أفريقيا.