على الرغم من مرور 39 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، إلا أن اسم الفريق سعد الدين الشاذلي لازال يحتل مكانة بارزة بين القادة العسكريين في مصر بل وفي العالم، فهو واحد من أعظم جنرالات الحرب المُعاصرين.. خاض حرب 1948 ضابطًا في الحرس الملكي، وقاد حرب 1973 رئيسًا للأركان، وأصبح ضمن مصاف كبار العسكريين في العالم بعد أن تقلد العديد من المناصب العسكرية والدبلوماسية. تولى الشاذلي خلال حياته الوظيفية العديد من الوظائف العسكرية "16 مايو/آيار 1940 - 13 ديسمبر/كانون الأول 1973" والدبلوماسية "1974-1978"، حيث بدأ حياته بضابط بالقوات المسلحة، ثم قائدًا لفرقة المظلات، ثم قيادة القوات العربية الموحدة في الكونغو، وبعدها عُين مُلحقًا عسكريًا في السفارة المصرية هناك، ثم عاد ليتولى قيادة لواء المُشاة بالجيش، ثم تولى قيادة القوات الخاصة، ثم عُين قائدًا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، وبعد ذلك عُين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة، ثم انتقل إلى العمل الدبلوماسي، حين عُين سفيرًا لدى بريطانيا، ثم سفيرًا لدى البرتغال. يُوصف الفريق سعد الدين الشاذلي ب "اللغز المُحير والعقل المُدبر لحرب أكتوبر"، لتوليه رئاسة أركان الجيش المصري في الفترة من مايو/أيار 1971 وحتى ديسمبر/كانون الأول 1973، وهو يُعد أحد ضحايا نظامي السادات ومبارك، فقد اتسمت حياته بالغموض واختفائه طوال فترة حُكم كل من الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس السابق محمد حسني مبارك، وتم اقصاؤه بعد انتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973 من قبل الرئيس السادات الذي كان يُريد أن يتخلص منه بسبب شعبيته داخل الجيش وانتقاده لاتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل عام 1979، إلى أن انتهى به الأمر بالحبس من قبل الرئيس مبارك القابع في سجن طرة الآن.