قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين انه يأمل أن يختتم بنجاح مفاوضات السلام بشأن اقامة دولة فلسطينية بنهاية عام 2008. ويسعى عباس -الذي يقوم بجولة لدول اسلامية في اسيا- ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت للتوصل لوثيقة مشتركة من المقرر أن تقدم في مؤتمر للسلام يعقد تحت رعاية أمريكية في أنابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر أو ديسمبر القادمين. ومن المقرر أن تتعامل الوثيقة مع ما تسمى بقضايا الوضع النهائي المتعلقة باقامة دولة فلسطينية وبينها الحدود ومصير القدس وملايين اللاجئين الفلسطينيين. وقال عباس الذي غادر اندونيسيا متوجها الي ماليزيا ، ومن المتوقع أن يتوجه الى بروناي بعد زيارة تستمر يومين لجاكرتا-ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يجريان اتصالات وحوارات مكثفة ويأملان التوصل لوثيقة تكون مقبولة للجميع سواء الطرفين أو المجتمع الدولي. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو ان الوثيقة يمكن بعد ذلك أن تستخدم كأساس للمؤتمرات، معربا عن أمله في امكانية التوصل لحل حقيقي قبل نهاية عام 2008 الا أنه لم يعلق بأكثر من ذلك . وأشار أبو مازن إلى أن الدول الاعضاء فى لجنة المتابعة العربية وثلاث دول إسلامية هى اندونيسيا وماليزيا وتركيا واللجنة الرباعية الدولية -التى تضم الاممالمتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى- والدول الثمانى الصناعية سوف يشاركون فى مؤتمر السلام بشأن الشرق الاوسط معربا عن أمله فى خروج المؤتمر بنتائج إيجابية من اجل احلال السلام الدائم والعادل فى منطقة الشرق الاوسط. وقال الرئيس الفلسطينى أن اندونيسيا والسلطة الفلسطينية قررتا تشكيل لجنة مشتركة تضم وزيرى الخارجية فى الجانبين لبحث التطورات التى قد تحدث حتى موعد إنعقاد مؤتمر السلام بشان الشرق الاوسط وأضاف أن الدعوة ينبغى أن توجه أيضا إلى سوريا ولبنان للمشاركة فى المؤتمر باعتبارهما معنيتين بعملية السلام بالشرق الاوسط وعضوتين فى لجنة المتابعة العربية. يذكر ، أن اندونيسيا دعمت نضال الشعب الفلسطينى على كافة المستويات منوها أن الاتفاقيات التى أبرمت بين البلدين تعكس حرص الجانب الاندونيسى على مواصلة الدعم للفلسطينيين وأضاف ان البروتوكول الذى وقع الاثنين بشأن التوأمة بين العاصمة الاندونيسية جاكرتا ومدينة القدس الشريف -باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية-يعكس الارتباط الوثيق بين اندونيسيا باعتبارها أكبر دولة اسلامية ومدينة القدس التى تعد أحد المقدسات الاسلامية. ومن جانبه، قال الرئيس الاندونيسى سوسيلو بامبانج يوديونو ان اندونيسيا سوف تواصل تأييدها القوى لنضال الشعب الفلسطينى من اجل استرداد حقوقه المشروعة وفى مقدمتها اقامة الدولة المستقلة واضاف أن اندونيسيا حريصة على تدعيم علاقاتها مع الفلسطينيين من خلال تقديم المساعدات الفنية والتدريبات للطلبة والشرطة والدبلوماسيين الفلسطينيين. وأعرب الرئيس الاندونيسى عن أمله أن يسهم المؤتمر فى ايجاد حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة مشددا على ضرورة مشاركة كافة الدول المعنية بعملية السلام بالشرق الاوسط ومن بينها سوريا ولبنان فى المؤتمر. وقال إن الدول الافريقية والاسيوية عليها مسئولية كبيرة تتعلق بتقديم العون للفلسطينيين مضيفا أن المؤتمر الاسيوى الافريقى الذى تسعى اندونيسيا إلى اقامته يستهدف تدعيم المساعى المبذولة لاقامة الدولة الفلسطينية. ومن ناحية اخرى شهد الرئيس الفلسطينى محمود عباس ونظيره الاندونيسى سوسيلو بامبانج يوديونو مراسم توقيع اربع مذكرات تفاهم مشتركة تناولت دعم التعاون الفنى والموارد البشرية بين الجانبين ، كما وقعت اخري بين وزارتى الخارجية فى البلدين بشان تدريب الدبلوماسيين وتأهيلهم، واخري متعلقة بالتعاون الاعلامى بين وكالة الانباء الاندونيسية "أنترا"ووكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، واخيرا وقع الجانبان بروتوكول توأمة بين العاصمة الاندونيسية جاكرتا ومدينة القدس الشريف باعتبارها العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية. وسوف يلقى الرئيس الفلسطينى كلمة فى اجتماع يعقد فى مقر المجلس الاندونيسى للشئون الدولية بجاكرتا الثلاثاء بحضور عدد كبير من السياسيين واعضاء البرلمان الاندونيسى وسفراء الدول العربية المعتمدين باندونيسيا تتناول عملية السلام بالشرق الاوسط والجهود المبذولة لاقامة الدولة الفلسطينية. وتأتى زيارة الرئيس الفلسطينى الى جاكرتا والتى تأجلت العام الماضى أكثر من مرة بسبب تطورات الاوضاع على الساحة الفلسطينية فى اطار جولة اسيوية تشمل ايضا ماليزيا وبروناى ورغم المساعى الاسرائيلية لاجراء محادثات مباشرة مع اندونيسيا من اجل اقامة علاقات دبلوماسية تصر حكومة الرئيس يوديونو على انها لن تقيم علاقات مع اسرائيل قبل انشاء الدولة الفلسطينية. والي الشأن الداخلي الفلسطيني ، قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" جزء من الشعب الفلسطينى ولا يمكن انكارها، مشددا على أن الانقلاب الذى قامت به على السلطة الشرعية فى قطاع غزة قد يؤدى حال استمراره إلى تقسيم الوطن وتبديد حلم إقامة الدولة الفلسطينية، ولفت الي انه علي إستعداد لاقامة حوار مع حركة حماس شريطة إعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل انقلاب حماس. وعلي الصعيد الميداني الفلسطينى ، أصيب أربعة مقاومين فلسطينيين من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الاحد فى قصف إسرائيلى استهدف مجموعة لكتائب القسام كانت ترابط فى موقع متقدم بجوار مسجد التوحيد فى محيط منطقة "الجمارك" بالقرب من معبر بيت حانون شمال قطاع غزة. ونفت كتائب القسام استشهاد أى من عناصرها فى القصف وأكدت وقوع الإصابات الأربعة فقط ، فيما أشارت المصادر الطبية فى شمال غزة إلى وصول الإصابات إلى مستشفى بيت حانون ومستشفى العودة وكمال عدوان. من جهتها أكدت المصادر الطبية فى مستشفى بلدة بيت حانون أن إصابتين وصلتا المستشفى منها إصابة خطرة تم إدخالها لغرفة العمليات كما أشار مستشفى الشهيد كمال عدوان إلى وصول إصابتين أيضا منها إصابة خطرة للغاية. وأكد شهود العيان أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخين على الأقل على مجموعة المرابطين قبل أن تطلق قوات الاحتلال صاروخ "أرض أرض" على المكان حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان القصف وتمكنت من إخلاء المصابين وبعد عملية القصف دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إلى المكان حيث تقدمت ثلاث آليات وجرافتان إلى محيط منطقة الجمارك وتمركزت بالقرب من منطقة القصف.