أدخلت الصين رسميا الثلاثاء أول حاملة طائرات في الخدمة، مما يؤكد طموحاتها لتكون القوة البحرية الآسيوية الرائدة ، تزامن تدشين الحاملة مع التوترات الحالية بين الصين واليابان حول مجموعة من الجزر غير المأهولة المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي. وقد ترأس الرئيس الصيني هو جين تاو و بمشاركه رئيس الوزراء ون جيا باو وكبار الجنرالات ، حفل تدشين الحاملة لياونينج Liaoning الثلاثاء في ميناء داليان.. والتى وصفها الزعيم الصينى بأنها ذات أهمية قوية وعميقة مركدا " انها تكشف عن جانب جديد من مشروعنا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية". وقد نفت وزارة الدفاع الصينية اى ارتباط مباشر بين اطلاق الحاملة والنزاع القائم الان مشيرة الى حاملة الطائرات تعزز بشكل كبير القدرات القتالية للبحرية الصينية وقدرتها على التعاون والاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية وغيرها من التهديدات غير التقليدية.. فضلا عن حماية السيادة الوطنية والأمن على نحو فعال، ، وتعزيز السلام العالمي والتنمية المشتركة". كانت الصين من قبل قد بررت جزئيا إطلاقها الحاملة، مشيرة إلى أنها وحدها من بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التى ليس لديها حاملات طائرات ولا سيما بالنظر إلى الوجود المستمر لحاملات الطائرات الامريكية في آسيا وان لدى القوات البحرية الأمريكية 11 حاملة تجوب جميع أنحاء العالم. وحاملة الطائرات الصينية الجديدة ، كان يتم تصنيعها لحساب الاتحاد السوفياتي السابق وتم سحبها من أوكرانيا في عام 1998 بدون استكمالها حيث كانت تنقص نظم التسليح، والمحركات وأنظمة الملاحة.. وقد تم سحبها الى ميناء داليان حيث تم تجديدها و استكمال بنائها .. وبدأت تجارب تشغيلها فى اغسطس 2011. ويعد تدشين حاملة الطائرات هو بداية لاختبار قوة دفع السفينة والاتصالات ونظم الملاحة ، لكن إطلاق واستعادة الطائرات الثابتة الجناحين في البحر هو امر اصعب من ذلك بكثير و سوف يستغرق الامر سنوات لبناء الطائرات المناسبة، ولتدريب الطيارين على الهبوط في الأحوال الجوية السيئة على السطح المتحرك . ولقد طورت الصين الحاملة على أساس استخدام المقاتلة القاذفة J-15 المستمدة من سو-33 سوخوي الروسية، وذلك جنبا إلى جنب مع المقاتلة الشبح النموذج J-31. ولم تحدد بكين ما الدور الذي تعتزم ان تقوم به حاملة الطائرات ، لكنها صرحت انها ستستخدم للمساعدة فى حماية السواحل الصينية وللاتصالات البحرية، ولكن فى الحقيقة تعد الحاملة لياونينج Liaoning كنوع من منصة اختبار مستقبلية لخمسة حاملات صينية بنيت محليا. الاميرال المتقاعد يانج يى كتب في صحيفة تشاينا ديلي ، وقال ان هذه الحاملة بداية لإتقان هذه التكنولوجيا و لتتمكن الصين من صناعة حاملات اكثر تقدما. كما قال انه سيتم استخدامها للتدريب على كيفية تشغيل مثل هذه الحاملات و استخدامها فى المناورات مع مجموعة الحرب والسفن مع القوات البحرية من الأمم الأخرى. ودون ان يشير على وجه التحديد للمنازعات الإقليمية الصينية، اعترف الجنرال يانج بمخاوف الدول الاخرى حول القوة العسكرية الصينية المتنامية ، لكنه قال ان بكين لن تتورع و تخجل عن استعراض قوتها.. وقال انه عندما يكون لدى الصين بحرية أكثر توازنا وقوة، فان الوضع الإقليمي سيكون أكثر استقرارا ومختلف القوى التي تهدد السلام الإقليمي لن تجرؤ على التصرف بتهور. ووفقا أندرو اريكسون، وهو متخصص فى البحرية الصينة بكلية الحرب البحرية الامريكية، انه مهما كانت الاثار الفعلية لحاملة الطائرات على مكانة الصين العالمية، فانها تعد رمزا كبيرا لقادة الصين باعتبارها تجسيدا لارتفاع بلادهم من الضعف إلى القوة. وأضاف ان دخول الحاملة فى خدمة البحرية الصينية هو الخطوة الأولى في رحلة طويلة، بل هى رحلة ستجرى على مرأى ومسمع من العالم، من شأنها أن تأخذ في نهاية المطاف بكين إلى مكان جديد كقوة عظمى بحرية.