ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية أن المشكلة الأساسية التى تعانى منها فنزويلا ويجمع عليها أنصار الرئيس هوجو شافيز ومعارضوه على حد سواء هى مشكلة الارتفاع المطرد لمعدلات الجريمة فى البلاد، لافتة إلى أن هذه القضية قد تهدد بعدم بقاء شافيز فى منصبه بعد الانتخابات الرئاسية المقرر لها السابع من أكتوبر المقبل. وقالت المجلة - فى تقرير بثته الثلاثاء على موقعها الإلكترونى - "إن الشارع الفنزويلى, بغض النظر عن تأييده أو معارضته لشافيز, يمكنه أن يجيب عن السؤال حول أسباب انتشار الجريمة بشكل "وبائى" في البلاد, وتتلخص الإجابة عادة فى كلمة "انعدام الأمن", الأمر الذى سمح بتكاثر جرائم العنف بدءا من السرقة, ومرورا بالاختطاف, ووصولا إلى القتل". وأضافت "أن تزايد معدلات الجريمة مع انعدام الأمن أصبح المحرك الرئيسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة فى فنزويلا, والتى يتنافس فيها شافيز مع المرشح الوسطى هينريك كابريليس رادونسكى حاكم ولاية ميراندا المجاورة للعاصمة كراكاس, وهو الأمر الذى اعترف به المرشحان فى حملاتهما الانتخابية". وأوضحت المجلة أنه بالنظر لبعض التقديرات, فإن معدل القتل فى فنزويلا, على سبيل المثال, تتضاعف نحو 4 مرات عما كان عليه عام 1998, وهو العام الذى تولى فيه شافيز الحكم للمرة الأولى, وقالت "إن المعدل السابق ذكره قد ينم عن ضعف شافيز فى مواجهة جرائم العنف التى استشرت حتى فى بعض أحياء كراكاس ذاتها. ودللت (تايم) على ما سبق بالإشارة إلى تباكى شافيز خلال حملته الانتخابية نظرا لأن مسئوليات الرئاسة حالت دون تجوله فى شوارع فنزويلا للتعرف على مشاكلها كما كان يرغب, وهو الموقف الذى دفع منافسه كابريليس إلى التساؤل حول عدم بكاء شافيز للأمهات اللواتى يفقدن أطفالهن سواء بالقتل أو الاختطاف فى جرائم العنف الوبائية. وقالت "إنه على الرغم من أن فنزويلا تملك أكبر مخزون لاحتياطيات النفط العالم, وأنها تنعم بمبالغ مالية ضخمة نتيجة تصدير النفط, إلا أن قوات الشرطة فى فنزويلا تعانى من نقص فى العدد, وضعف فى التدريب, ونقص فى حجم المعدات على نحو لا يمكنها من مواجهة العصابات التى تتخذ الأحياء الفقيرة مأوى لها, وتمارس تجارة الأسلحة, وتتاجر بالمخدرات والكحوليات وما هو أسوأ من ذلك. ونقلت المجلة ما صرح به رئيس مرقب فنزويلا المستقل لمراقبة معدلات العنف في كراكاس روبرتو بريشينو ليون, حيث قال "إن الإحصائيات التى تنشرها حكومة شافيز بشأن معدلات الجرائم بها قدر كبير من محاولات تحجيم الأزمة, غير أن الأرقام الواقعية تشير إلى أن معدلات الجريمة فى فنزويلا تسير من سىء إلى أسوأ.