رفضت الولاياتالمتحدة تأكيدات ايران بأن الحادث بين بحريتي البلدين في مضيق هرمز كان عاديا وحذرت طهران من ضرورة عدم تكرار ذلك. وقالت المتحدث باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان الحادث «لم يكن عاديا، بل كان طائشا». ويستعد الرئيس الاميركي جورج بوش للقيام بجولة في الشرق الاوسط يسعى خلالها الى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة ايران. وقالت «من الصعب علينا التكهن بما يفكرون او يفعلون او ما اذا كانوا يخططون للقيام بمثل هذه الاعمال في المستقبل. ما استطيع ان اقوله لكم هو ان موقفنا هو ان عليهم ان لا يفعلوا ذلك مرة اخرى». ويعكس الحادث الذي وقع الاحد في الخليج بين زوارق ايرانية وقطع بحرية اميركية مخاطر الانزلاق الى مواجهة فعلية بين طهران وواشنطن في ممر مائي استراتيجي. وحذر البيت الابيض الاثنين من مغبة اي عمل زيمكن ان يؤدي الى حادث خطير في المستقبلس فيما دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس طهران الى وقف استفزازاتها، في حديث اجرته معها صحيفة اسرائيلية امس. وفي المقابل تحدث الناطق باسم الدبلوماسية الايرانية محمد علي حسيني عن «امر عادي يحصل بين الحين والآخر». وبحسب البنتاغون فان خمسة زوارق ايرانية اقتربت صباح الاحد لمسافة تقل عن 500 متر من ثلاث سفن حربية تابعة للبحرية الاميركية كانت في المياه الدولية في مضيق هرمز المستخدم لتصدير نفط الخليج.وقال مسؤول في الدفاع الاميركي طالبا عدم كشف اسمه ان احد الزوارق وجه رسالة عبر اللاسلكي تهدد «بتفجير البوارج في غضون دقائق». لكن الحرس الثوري الايراني الذي قامت فرقته البحرية بعملية التدقيق هذه، نفى هذه الرواية.وقال علي رضا تانغشيري قائد القوة البحرية للحرس الثوري في المنطقة «ما حصل بين الدوريات البحرية للحرس الثوري والسفن الاجنبية في الخليج الفارسي هو اجراء مراقبة عادي».كما اكد مصدر لم تكشف هويته في الحرس الثوري الايراني بحسب التليفزيون الايراني امس انه لم يتم «توجيه اي رسالة تهديد» للسفن الاميركية.لكن بحسب دبلوماسيين غربيين في العاصمة الايرانية فان مثل هذه الحوادث تنطوي على مخاطر شديدة.وقال احدهم لوكالة فرانس برس في الآونة الاخيرة ان «الخطر الاكبر هو ان تتطور الامور بسبب خطأ في الحسابات، لا سيما اذا شعر الايرانيون بثقة كبيرة في ان الطرف الاخر لن يجروء على الرد على استفزازاتهم». وذكرت شبكة «سي ان ان» الاميركية التي كانت اول من اورد الخبر، ان قائد احدى السفن الاميركية كان على وشك اصدار امر باطلاق النيران تحذيريا حين ابتعد احد الزوارق.واعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس انه في مثل هذه الظروف «فان مخاطر وقوع حادث وتصعيد فعلية». والبحرية الاميركية، التي تنشر بشكل دائم مجموعة مجوقلة على الاقل في الخليج، تتواجد بدون حوادث الى جانب السفن الحربية الايرانية. وقلل محللون ايرانيون امس من شأن ابعاد هذا الحدث معتبرين ان الولاياتالمتحدة ضخمته بشكل اصطناعي عشية جولة الرئيس الاميركي جورج بوش في الشرق الاوسط.وتحدث محمد صادق الحسيني الخبير في المنطقة عن «عمل دعائي» استخدم «في اطار زيارة بوش الذي اعلن ان احد اهداف زيارته هو احتواء ايران».من جهته تحدث المحلل المحافظ امير موحبيان عن «عمل روتيني» لكنه «اتخذ حجما خاصا بسبب زيارة الرئيس بوش الى المنطقة».كما اعتبر ماشاء الله شمس الواعظين الصحفي والمحلل الاصلاحي ان «المسؤولين الاميركيين يريدون استخدام الحادث لخدمة اهداف الرئيس بوش في المنطقة وهي التصدي لنفوذ ايران». واشار دبلوماسي غربي ايضا الى رابط بين هذه الزيارة وتحرك الحرس الثوري الايراني لكنه ادرج ذلك بشكل اشمل ضمن النزاع بين الولاياتالمتحدةوايران بخصوص برنامجها النووي.وتحدث عن «نوع من تحذير لبوش، مع فكرة، على الاقل لدى الحرس الثوري بانه يجب دفع التقدم الايراني واكمال اذلال هذه الادارة بعد النكسة التي احدثها تقرير الاستخبارات الاميركية» الذي اعتبر ان ايران علقت برنامجها النووي العسكري