بشرى جديدة لمرضى القلب القاتل الأول للمصريين وافقت وزارة الصحة آخيرا على طرح عقار جديد لمنع حدوث جلطة القلب لدى المرضى الاكثر عرضه نتيجة ارتفاع عوامل الخطورة لديهم .. يتميز العقار الجديد " تيكاجرول" بمفعوله السريع الذى لا يتعدى 30 دقيقة مما يساعد على التدخل السريع بعملية القسطرة لتوسعة الشريان لأنقاذ مرضى الجلطة خلال الساعة الأولى من وقت الأصابة، فيما يتعرض 12٪ من مرضى القلب الى جلطة فى الشريان، و50٪ من هؤلاء يحدث لهم الوفاة فى الساعة الأولى من الأصابة. وقد أظهرت دراسة "بليتو" التى شملت 18624 مريض وأستمرت لمدة عام أن المرضى الذين تناولوا العقار الجديد مع الأسبرين، أنخفضت الوفيات لديهم بنسبة 22٪، كما أنخفضت نسبة حدوث جلطة مرة أخرى الى 18٪، كما اثبتت الدراسة ان نسبة انسداد الدعامات المستخدمة لتوسعة الشرايين بعد استخدام العقار الجديد انخفضت بنسبة 33٪ مقارنة بالعقاقير الاخرى مع اختلاف نوع الدعامات ومن بينها الدوائية. وعلى صعيد آخر أوصت الخطوط الأرشادية الجديدة للعلاج من الجلطات التى اصدرتها الجمعية الامريكية لدراسة امراض القلب الاسبوع الماضى، بأستخدام العقار الجديد كخط أول لمنع حدوث الجلطات. وأوضح الدكتور محمد صبحى أستاذ امراض القلب كلية طب جامعة الأسكندرية ورئيس الجمعية المصرية للقلب السابق أن العقار الجديد يعمل على انزيم يدعى "بى تى واى 12 " يمنع تجمع الصفائح الدموية، ويتميز بمفعوله السريع خلال 30دقيقة، ويستمر لمدة 5 أيام، مقارنة بالادوية الأخرى التى تبدأ مفعولها بعد ساعتين، لافتا الى أن المفعول السريع للعقار يساعد فى التدخل السريع عند حدوث جلطة او ذبحة بالقسطرة للأستفادة من ال 90 دقيقة الذهبية الاولى من وقت الأصابة بالجطلة، بدلا من الأنتظار ساعتين. وقال إن دراسة " بليتو " شملت عدد كبير من المرضى، واثبتت تفوق العلاج الجديد مقارنه بالعقاقير السابقة، وان كفائته فى منع الوفاة بلغت 22٪، ومنع حدوث الجلطات 18٪، كما انه لا يسبب نزيف، ويستخدم فى الذبحة الصدرية غير المستقرة فى الساعات الاولى لاجراء القسطرة. وأوضح الدكتور صبحى أن التدخل لعلاج الجلطات فى الساعات الاولى عن طريق فتح الشريان بالقسطرة أثبتت الدراسات انه افضل من استخدام العقار المذيب للجلطة بنسبة تتراوح بين 30 الى 40٪ ، نظرا لأنه بعد فتح الشريان، يتم التعامل مع الضيق أن وجد بتركيب دعامة، ويترتب على ذلك عودة عضلة القلب الى وضعها الطبيعى، فيما يمتثل المريض الى الشفاء خلال 3 او 5 ايام ويغادر المستشفى للعمل، والعقار الجديد يستخدم فى الساعات الأولى لإجراء القسطرة أما أستخدام الحقنة المذيبة للجلطة فإنه يصلح فى حالة عدم توفر قسطرة نظرا لانه يفتح الشريان بنسبة 50٪ فقط ، ولا يتم التعامل مع الضيق، ويتطلب الأمر التدخل فيما بعد للتخلص من ضيق الشريان بتركيب الدعامة، ويفضل أستخدام مذيب الجلطة اذا كان جهاز القسطرة يبعد عن مكان الاصابة بأكثر من 90 دقيقة، فيما حضر المريض خلال 60 دقيقة، وفى هذه الحالة ياخذ الحقنه لاذابة الجلطة ثم يذهب لاجراء القسطرة فيما بعد. وقال صبحى إن هناك عدد من النقاط يتم الكشف عنها بأختبار معين لتحديد درجة الخطورة الذى يتعرض لها مريض معين، لمعرفة المدة التى يحتاجها لتناول العقار الجديد لوقايته من حدوث جلطات جديدة، كنوع من الوقاية لعدم حدوث ضيق فى اماكن اخرى، او جلطات. وعن أهم الأعراض الجانبية للعقار أوضح أن النزيف هو احد الاعراض الجانبية للدواء ولكنه اقل من غيره بكثير كما أثبتت الدارسة، وهو مادفع الجمعية الأمريكية للتوصية بأستخدامه كخط دفاع أول لمنع حدوث الجلطات فى الخطوط الارشادية. ومن جانبة قال الدكتور سامح شاهين رئيس الجمعية المصرية للقلب و استاذ القلب بجامعة عين شمس أن امراض القلب بصفة عامة هى القاتل الاول للمصريين، كما تشير احصاءيات منظمة الصحة العالمية والبنك الدولى. وأوضح ان أمراض القلب مختلفة فهى تصيب عضلة القلب، او صماماته، او شرايين القلب التاجى وهى اكثر امراض القلب شيوعا، كما أنها مرتبطة بامراض أخرى تتسبب فى الأصابة بها وتسمى عوامل الخطورة، ومن اهمها ضغط الدم المرتف وهو اخطرهم، ومشكلته تتركز فى إمكانية عدم شعور المريض بإصابته به، وهو المسبب الاول للاصابة بامراض الشريان التاجى. وثانيا ارتفاع نسبة السكر فى الدم، ويحتاج ذلك الى أجراء فحص دورى لمتابعة الضغط وتحليل السكر، وثالثا التدخين وهو مشكلة كبيرة حيث تشير الاحصاءات ان نسبة المدخنين بين الرجال فى مصر هى الأعلى بالنسبة للوطن العربى، كما تعد السمنة أحد عوامل الخطورة الهامة ضمن مسببات امراض القلب، ونسبتها كبيرة بين السيدات، ويعود ذلك الى عدم ممارسة الرياضة. كما أن التغذية المشبعة بالدهون والزيوت المهدرجة، تزيد من معدلات الاصابة بامراض القلب، وفى مصر اصبحت امراض القلب منتشرة، فيما بلغ معدل الوفيات 400 لكل 100 الف مصاب، بينما فى فرنسا معدل الوفاة 50 حالة لكل 100 الف مريض، وبالتالى المعدل فى مصر مرتفع جدا، كما نسبة الاصابة تحدث فى سن أصغر 53 عام ، وفى الخارج 63 عام . وهذا يعنى ان المريض المصرى يتعرض لعوامل خطورة اكثر من غيره. كما أن المريض المصرى يتعرض الى الأصابة بالضغط المرتفع أكثر من غيره بسبب عدم أستمراره فى تناول الأدوية للوقاية من امراض القلب مثل الاسبرين وغيرها، وبالتالى الأصابة بالجلطات تكون نتائجها وخيمة. وأشار الى ان نسبة الوفيات فى جلطات الشريان التاجى تبلغ 12٪ ، من مرضى انسداد الشرايين ، ونصف هؤلاء يتوفوا فى اول ساعة من الأصابة بالجلطة، ولذلك هى اخطر ساعة، وبالتالى لابد من التوجه الى المستشفى فى حالة الاحساس بآلام فى الصدر، او الاشتباه فى جلطة فورا، ولابد من الذهاب بسيارة اسعاف مجهزة وليس عربية عادية لانه يمكن ان يحدث توقف مفاجأ للقلب. وعن أشهر الاعراض التى تشير الى الأصابة بالجلطة، الأحساس بالألم فى الصدر اذا استمر اكثر من ربع ساعة، وقد يأتى فى صورة الشعور بحجر ثقيل على الصدر، او حرقان، والأفضل هو التعامل مع كل أنواع الآلام بجدية حتى لو كان خفيف، لان الجلطة قد لا تؤدى الى الوفاة، ولكنها قد تتلف جزء من عضلة القلب، ويترتب على ذلك أنخفاض معدل الحياة، والمعاناة من مضاعفات الجلطة، والتدخل مبكرا يجنب الوفاة او الحياة بدون مضاعفات. وطالب الدكتور شاهين وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية القلب المصرية لتحسين خدمة سيارات الاسعاف ، بشكل افضل ليصبح هناك مسعف مدرب على إجراء رسم قلب، وارساله بالمحمول الى المستشفى للاستشارى لاتخاذ قرار اسرع. كما يجب تحديد المستشفيات التى يجب الذهاب اليها لانقاذ المريض بالتدخل السريع. وأكد على أستعداد الجمعية للتعاون مع وزارة الصحة لوضع و تنفيذ برنامج لتدريب وتطوير خدمة مريض القلب فى مصر، مطالبا بحملة قومية لحماية مرضى القلب، وإلتفاف الدولة حولها كما حدث مع فيروس سى، خاصة وان مرض القلب هو القاتل الأول للمصريين. وفى نفس السياق أوضح الدكتور خالد عاطف مدير شركة أسترازينكا مصر أن سعر العقار الجديد لمنع حدوث الجلطات يبلغ 250 دولار شهريا فى أمريكا، و فى السعودية والخليج يبلغ 150 دولار، وفى مصر تم تسعيره ب 630 جنيه شهريا، كما تم تخفيضه من قبل الشركة الى 345 جنيه، مشيرا الى ان العقار تم طرحه بالصيدليات منذ 10 أيام بعد موافقة وزارة الصحة علي طرحه كعلاج جديد لجلطة الشرايين التاجية بعد تسجيله أخيرا. جدير بالذكر انه طبقا لمنظمة الصحة العالمية، فان امراض القلب والاوعية الدموية هى السبب الرئيسى المؤدى للوفاة والتى تصل الى 50٪ من مجمل الوفيات بالعالم. وتعد الأزمات القلبية مسئولة عن نصف حالات الوفيات الناتجة عن امراض القلب وتتعاظم هذه النسبة فى الدول ذات الدخل المتوسط الى المنخفض. فضلا عن ذلك يعتبر مرض السكر وارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع مستوى الكوليسترول والسمنة والتدخين من اكثر عوامل الخطر المسببة للأزمات القلبية و جدير بالذكر ان معدلات الوفاة نتيجة أزمات القلب فى مصر تعد الأعلى بين دول الشرق الأوسط وأفريقيا.