قام عدد من الفنانين اللبنانيين برسم العديد من اللوحات التى تجسد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي استمرت 34 يوما وانتهت في 14 أغسطس من العام الماضي . وقد عبر سكان الجنوب عن سخطهم على هذه الحرب برسومات خاصة وموضوعات للفن التشكيلي والتجريدي ،و أكد فنانون آخرون تغيير اتجاهاتهم الفنية بعد رؤية مشاهد الحرب والضحايا والدمار وتحولت ألوان الأصفر والأحمر والأخضر والأزرق لديهم إلى ألوان رمادية وألوان التراب. وقالت الرسامة نور بلوق -التي دمر منزلها ومرسمها في مدينة النبطية في جنوب لبنان- إنها كانت تعالج أمورا حياتية ولكن الآن تغير أسلوبها لأن الحرب وضعتها في هذا المكان في محاولة لترجمة ما شاهدته.
لكن الرسام فوزي بعلبكي -الذي فقد ولداه الرسامان أيمن وسعيد أعمالهما- اعتبر أن كل شيء يهون في سبيل الكرامة، وأضاف قائلا "عندما عدت إلى منطقة الضاحية الجنوبية بعد الحرب ألقيت نظرة على المرسم فأحسست أن شيئا أصبح على الأرض من الداخل يكبر قلب الشخص على إسرائيل هذا العدو الهمجي، هذا الذي يدعي انه بمستوى حضاري، هذا الذي دمر بيوت الناس بهذه الوحشية والعالم يتفرج عليه، صار عندي حقد على العالم أكثر منه هو أيضا".
وأشار إلى أن اللوحة هي عبارة عن إحساس وذكريات وتاريخ ولحظة تولد فيها، متسائلا "كيف لنا أن نستعيد كل ذلك لنستعيد لوحاتنا لكن هذا كله لا يأتي شيئا أمام الأرواح التي سقطت".