مع أسوأ موجة جفاف منذ نصف قرن تقضي على المحاصيل في الولاياتالمتحدة، خفضت الحكومة تقديرها لمحصول الذرة السنوي بنحو 17 في المئة وهو أدنى مستوى منذ عام 1995 مما ادى لارتفاع الأسعار . وقال محللون ان نسبة انتاج المحاصيل هذا العام ستؤدى لفشل تجديد المخزون السلعي الامريكى ، وسوف يترجم هذا إلى ارتفاع أسعار السلع مثل الاغذية المعالجة ، الأعلاف الحيوانية، و وقود الإيثانول . وقال تيري روجنسك المحلل بتقرير هايتاور في شيكاغو "ما لم يكن هناك طقس طبيعي والمطر من اليوم فصاعدا، يمكنني أن ارى بسهولة زيادة في أسعار الذرة وفول الصويا بنسبة 20 الى 25 في المئة . في الشهر الماضي، فى استطلاع راى حكومى شمل أكثر من 25000 مزارع ، اكدت النتائج المتوقعة حدوث انخفاض في العائدات لفول الصويا، وانخفاض إنتاج الحليب والبيض ولحم الخنزير. ومن المتوقع أن ترتفع اسعار إنتاج لحوم الأبقار حيث اعدم مربي الماشية كثير من قطعانهم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف. الاقتصاديون والمحللون يتوقعون ارتفاع أسعار المواد الغذائية بالتجزئة في الولاياتالمتحدة بحلول العام المقبل، نظرا لارتفاع ألاسعار في بورصات السلع. وفي الشهر الماضي، قدرت وزارة الزراعة أن أسعار المواد الغذائية سترتفع 4-5 في المئة في عام 2013 - مع توقعات بأن ثمن على كل شيء من اللحوم إلى الأغذية المصنعة سترتفع ، هذا وتخطط الإدارة لتحديث تقديرات اسعارها يوم 24 اغسطس. و من المرجح ان التأثير الاقتصادي العام في الولاياتالمتحدة سيكون صامت، ولكن، لأن الأسر الأميركية تنفق عادة حوالي السدس فقط من ميزانياتها على الغذاء ويختارون في كثير من الأحيان شراء منتجات أرخص بدلا من دفع أسعار أعلى. وقد أضرت الظروف المناخية القاسية أيضا الإنتاج الزراعي في بلدان أخرى من دول التصدير الرئيسية، بما في ذلك البرازيل وروسيا واستراليا والهند. وهذا يعني ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك السكر والذرة وفول الصويا والقمح، فضلا عن المنتجات الغذائية الناتجة منها.. علما بان الولاياتالمتحدة تحوز نحو 40 في المئة من الذرة في العالم، وفول الصويا وكذلك 20 في المئة من القمح. الارتفاع العالمي في أسعار السلع الغذائية يزكى المخاوف من التضخم ونقص الغذاء في بعض البلدان النامية. و كان الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية في عام 2008 قد أدى الى اضطرابات اجتماعية على نطاق واسع في العديد من البلدان ومنها مصر وتونس والجزائر. الاممالمتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة تقولان ان ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية قد قفز بنسبة 6٪ في يوليو، مع ارتفاع سعر الذرة بنسبة 23 في المئة. وقالتا أن البلدان التي تعتمد على الواردات من الذرة وفول الصويا - بما في ذلك الصين والمكسيك - ستكون من المناطق الأكثر تضررا من ارتفاع الأسعار. وأثارت التقارير الأميركية والدولية مخاوف بشأن تراجع الإمدادات الغذائية في البلدان النامية التي تكافح بالفعل مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية. و هنا يقول اريك مونوز، وهو محلل سياسي بارز مع منظمة أوكسفام، وهي منظمة مساعدات دولية "إن الولاياتالمتحدة هي أكبر مصدر في العالم لفول الصويا والذرة والقمح، وارتفاع الأسعار من المرجح أن تموج به الأسواق على الصعيد العالمي، مع عواقب مدمرة لتلك الدول التي تكافح بالفعل للحصول على ما يكفي من الغذاء لتناول الطعام" . وقد ارتفعت العقود الآجلة للذرة هذا الاسبوع على توقعات واسعة بضعف وتراجع الطلب على هذا المحصول باهظ الثمن. حيث وصل يوم الجمعة سعر التداول لحوالي 8،12 دولار للجالون ، ارتفاعا من نحو 5،20 دولار في يونيو الماضى . و توقعات انخفاض الانتاج الامريكى للذرة جدد الجدل حول استخدام الذرة لانتاج الايثانول..الذى صدر قانون بشانه في عام 2005 وتوسع في عام 2007، و اصبح السوق فى عام 2012 فى حاجة لإنتاج 13.2 مليار جالون من الوقود الحيوي من الذرة. وكان الهدف من هذا هو وضع معيار للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واعتماد البلاد على النفط الاجنبي. و كان نحو 40 في المئة من محصول الذرة في البلاد يذهب إلى منتجي الايثانول ، والباقي لعلف الحيوانات، والأغذية المصنعة والصادرات. لذا يرى النقاد و المحللون ان استخدام الذرة لانتاج الايثانول هو عامل رئيسي في تضاعف اسعار الذرة أربعة مرات منذ عام 2005. لذا على إدارة أوباما التنازل عن نسبة انتاج الذرة الخاصة بانتاج الميثانوا حتى ان انتهى الجفاف .