قال الشيخ محمود الأبيدى من علماء وزارة الأوقاف ان التقوى هى الخوف من الله العمل بما أنزله سبحانه وتعالى والإستعداد للقائه مؤكداً ان إستعادة الأخلاق للشارع المصرى يتطلب إصلاح القلوب والتقوى. وأوضح الأبيدى خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاثنين ان القلب محل نظر الله عزوجل والله جل وعلا يعرف ما يدور فى القلب ويخفى على الناس ،فالحب يكمن فى القلب ولهذا فهو يحوى سعادة الإنسان مضيفاً ان أهل التقوى هم أهل الولاية،والتقوى صفة من صفات المؤمنين فإن أهل الإيمان فى القرأن الكريم مقرونين بالعمل. وتابع ان القيم الإسلامية السامية مثل توقير الكبير والتعاون وحب الأخر والمحبو والإيثار ورد الجميل تزداد اذا كان الإنسان يحاول ان يكون تقياً ومخلصاً،والرسول صلى الله عليه وسلم قال "من هم بحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة ولم يفعلها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة وفعلها كتبت له سيئة"مشيراً الى ان من رحمة الله عزوجل ان الحسنة بعشرة أمثالها والله يكافىء العبد على قدر همته واحساسه وعطائه لربه وذلك لانه يعرف ما يكمن فى قلبه. وأضاف ان تصنيف الناس والحكم عليهم من الأشياء التى أصبحت شائعة فى المجتمع المصرى ولم يسلم العلماء ولا رجال الأزهر من هذا الأمر ،والله عزوجل يقوم فى كتابه الكريم "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى"والانسان يجب ان لا يغتر بطاعته،فالإنكسار مع المعصية أفضل عند الله من الانتصار مع الطاعة مؤكداً ان الله وصف المتقين فى سورة آل عمران فقال "الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين". وأردف ان الله جل وعلا ينظر الى النوايا وعلى قدر نياتكم ترزقون وجزاء الإحسان هو الإحسان،والرسول صلى الله عليه وسلم قال ان امرأة دخلت النار فى هرة،حبستها فلم تتركها تأكل من الارض أو أطعمتها مضيفاً ان من يبات وليس فى قلبه غلاً لأحد يدخل الجنة. ولفت ان من خاف الى الله فر اليه وقد غيرت الآية"الم يان للذين امنو ان تخشع قلوبهم لذكر الله"غيرت مسار رجل هو الفضيل بن عياض هو أحد الصالحين الكبار كان يسرق ويعطل القوافل في الليل، يأخذ فأساً وسكيناً ويتعرض للقافلة فيعطلها، كان شجاعاً قوي البنية، وكان الناس يتواصون في الطريق إياكم والفضيل إياكم والفضيل ،والمرأة تأتي بطفلها في الليل تسكته وتقول له: اسكت وإلا أعطيتك للفضيل . وأستكمل ان الفضيل طلع سلماً على جدار يريد أن يسرق صاحب البيت، فأطل ونظر إلى صاحب البيت فإذا هو شيخ كبير، وعنده مصحف، ففتحه واستقبل القبلة على سراج صغير عنده ويقرأ في القرآن ويبكي ،وجلس الفضيل ووضع يده على السقف وظل ينظر إلى ذلك الرجل العجوز الذي يقرأ القرآن ويبكي، وعنده بنت تصلح له العشاء، وأراد أن يسرقه وهو بإمكانه لأن ذلك الرجل قوي وهذا الشيخ لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، فمر الشيخ بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ "الحديد:16" فنظر الفضيل إلى السماء وقال: يا رب أني أتوب إليك من هذه الليلة، ثم نزل فاغتسل ولبس ثيابه وذهب إلى المسجد يبكي حتى الصباح، فتاب الله عليه، فجعله إمام الحرمين في العبادة، هذا السارق أولاً أصبح إمام الحرمين الحرم المكي، والحرم المدني. https://