شهدت جلسات أسواق النفط الآسيوية تذبذباً واضحاً في الأسعار، بعد أن رسمت لنفسها مساراً منحدرا منذ انتهاء أزمة البحارة البريطانيين المحتجزين لدى إيران، وإن كانت التوترات السياسية وضغوطات الطلب المتزايد ساهمت في كبح جماح أي تراجع سريع. وتراجع سعر برميل الخام الخفيف تسليم مايو المقبل 44 سنتاً في الأسواق الآسيوية الاثنين، لينهي تداولاته الإلكترونية عبر بورصة نيويورك على 63.84 دولاراً للبرميل الواحد. أما الغاز الطبيعي فقد أقفل متراجعاً على 7.606 دولارات لكل ألف قدم مكعب، فيما خسر جالون وقود التدفئة 0.34 سنتاً منهياً تداولاته على 1.8575 دولاراً للغالون الواحد وفقاً للأسوشيتد برس. واعتبر بعض الخبراء أن هذا التراجع كان عادياً ومبرراً، خاصة وأن أسعار النفط كانت قد قفزت 5 دولارات للبرميل الواحد خلال أسبوعين إبّان احتجاز البحارة البريطانيين، دون أن يتسنى للأسواق إجراء تصحيحات سعرية مناسبة بعد انتهاء الأزمة مع عطلة البورصات العالمية بمناسبة عيد الفصح. يذكر أن التقرير الأخير الصادر عن إدارة معطيات الطاقة في الولاياتالمتحدة كان قد كشف الأسبوع الماضي أن النقص في احتياطي الغازولين الأمريكي أكبر من المتوقع، مع تراجع مستويات الإنتاج في عدد من مصافي النفط الأمريكية. وكان هذا التراجع العائد لمجموعة من المشاكل المختلفة التي تعاني منها تلك المصافي قد دفع تجار النفط إلى توجيه أنظارهم نحو أوروبا التي بلغت أسعار النفط فيها حد 68 دولاراً وفقاً لتعاملات بورصة لندن. ولفت عدد من مراقبي السوق إلى مجموعة عوامل جيوسياسية قد تدفع أسعار النفط صعوداً خلال الأسابيع المقبلة، وفي مقدمتها اقتراب موعد الانتخابات النيجيرية والتي قد تفاقم التوتر السياسي في تلك الدولة الأفريقية، إلى جانب استمرار التوتر الإيراني - الغربي على خلفية الملف النووي لطهران.