مع وصول وحدات من الجيش الاوغندى المشاركة فى بعثة حفظ السلام الى مطار مقديشيو الثلاثاء07 /6/3 فى إطار جهود الاتحاد الافريقى لإحلال السلام فى الصومال ..أشار المراسلون الى تزامن الاحتفال بوصول طلائع القوات الى المطار مع حدوث هجوم بقذائف المورتر على المطار دون حدوث إصابات أو توقف المراسم الاحتفالية وقد اعتبر المراقبون ذلك محاولة للتعبير عن رفض وصول هذه القوات وقيامها بمحاولة فرض سلام فى الصومال وهو البلد الذى يشهد نزاعات متواصلة منذ مطلع التسعينات ..وكان الاتحاد الأفريقى قد أعلن عن عزمه نشر نحو 8000 جندى فى الصومال لمساعدة الحكومة على السيطرة على الوضع المضطرب فى البلاد التى عانت لسنوات طويلة من الحروب كان آخرها قبل شهرين عندما تم طرد قوات المحاكم الإسلامية من العاصمة مقديشيو من خلال تحالف عسكرى للقوات الحكومية الصومالية والجيش الإثيوبى ، ويؤكدالمراسلون أن مهمة هذه القوات هى تأمين مناطق حيوية فى العاصمة مثل المطار والميناء ، إلى جانب رغبة الحكومة الصومالية الانتقالية فى أن تساعدها هذه القوات فى نزع سلاح الميليشيات الموجودة فى الصومال ، وكانت طلائع من قوة السلام الأفريقية تتألف من حوالى 30 ضابطاً وغندياً قد وصلت فى الأول من مارس الجارى إلى مدينة بيدوا حيث مقر البرلمان الصومالى ، ويتوقع المراقبون أن تواجه هذه القوات مهام صعبة فى طليعتها العنف المتزايد فى العاصمة مقديشيو التى أصبحت تشهد هجمات يومية لمسلحين معارضين كانوا قد هددوا فى وقت سابق بشن هجمات انتحارية ضد القوات الأفريقية حين وصولها إلى الأراضى الصومالية . وجدير بالذكر أنه إلى جانب قوات حفظ السلام تعمل أيضاً وحدات الجيش الإثيوبى التى يعارض عدد كبير من الصوماليين وجودها أيضاً . وكان مجلس الأمن قد وافق فى أواخر فبراير الماضى على إرسال الاتحاد الأفريقى لبعثة حفظ السلام فى الصومال ، حيث تحاول الحكومة الانتقالية فى الصومال إرساء السلام والاستقرار وكانت دول الاتحاد الأفريقى قد عرضت إرسال قوة فى يناير الماضى تبلغ حوالى 8000 جندى ، بالإضافة إلى توفير الدعم اللوجيستى والتدريب لدوريات الأمن البحرية والجوية الصومالية طالبة من الأممالمتحدة أن تتسلم زمام الأمور بعد ستة أشهر، وجدير بالذكر أن الصومال منذ عام 1991 يعيش حالة من الفوضى بعد أن تحول إلى ساحة من الصراع بين الأطراف الصومالية المتنافسة بعد خلع رئيسها السابق المتهم بالديكتاتورية سياد برى ، وكانت واشنطن قد اتهمت اتحاد المحاكم الإسلامية - وهو أحد التنظيمات المتصارعة فى الصومال بتوفير ملاذ آمن لعناصر تنظيم القاعدة ومنهم المشتبه فيهم فى تفجيرات سفارتى أمريكا فى كينيا وتنزانيا عام 1998 ، وتبعاً لذلك وافقت الإدارة الأمريكية على قيام القوات الإثيوبية بمهام فى الصومال هدفها طرد قوات اتحاد المحاكم ، فيما قصف الطيران الأمريكى أهدافاً يشتبه بأنها لتنظيم القاعدة فى الصومال فى بداية هذا العام ..هذا ومن المتوقع أن يتم انسحاب الجيش الاثيوبى تدريجيا من الصومال بعد إنتشار القوة الإفريقية كما يطالب المجتمع الدولى أن تبدأ الحكومة الصومالية حواراً مع كافة الأطراف الصومالية المتنازعة من أجل إرساء الأمن والسلم فى هذا البلد الذى مزقته الحروب.