استنكر عضو مجلس الشعب السورى شريف شحادة تهميش الأعضاء المستقلين في المجلس وتجاهلهم في المشاورات التي يجريها الدكتور رياض حجاب رئيس الوزراء المكلف لتشكيل الحكومة الجديدة. وأوضح شحادة متحدثا باسم الأعضاء المستقلين في المجلس أن الدكتور حجاب التقى وتشاور مع أعضاء من مختلف الكتل الحزبية في المجلس, وتجاهل المستقلين, ولم يلتق أيا منهم للتشاور والوقوف على آرائهم ووجهات نظرهم, على الرغم من أن المستقلين يشكلون 40 إلى 50% من أعضاء مجلس الشعب, وبالتالي لا يجوز تجاهلهم في المشاورات لتشكيل الحكومة, واطلاعهم على توجهات الحكومة في هذا الإطار. وأكد شحادة, فى تصريحات الأحد أن الأزمة التي تمر بها سوريا لا يمكن حلها شفهيا بل تحتاج وزارة ميدانية, وقال "بغض النظر عن التركيبة التي ستكون عليها سواء كانت حكومة تكنوقراط أم حكومة يتمتع حزب البعث بأغلبيتها أم حكومة تنافسية بين الأحزاب, فيجب أن تكون حكومة عمل جاد, لأنه لم يعد بوسع السوريين التفرغ لإحصاء وعود الحكومات, وتدويرها من واحدة لأخرى, دون أن تبصر نور الحل, متخذا مشكلة السكن العشوائي مثالا في ترحيلها من حكومة لتاليتها, على حين المشكلة لا تزال تكبر وتتسع, وكذا الأمر بالنسبة للسكن الشبابي الذي اكتفت الحكومات بتشييد بضعة أبنية في حين لم يتم تنفيذ أكثر من 1% من المشروع. وفى السياق اجبر تصاعد اعمال العنف في سوريا مراقبي الاممالمتحدة على تعليق عملياتهم امس السبت في اوضح علامة حتى الان على ان خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي عنان قد انهارت. وقال الجنرال روبرت مود رئيس البعثة ان تصاعد أعمال العنف يمثل تهديدا لمراقبيه غير المسلحين ويمنعهم من القيام بمهمتهم ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم في 12 ابريل نيسان واخفق في وضع حد لاعمال العنف. وتعرضت احدى دوريات المراقبين لاطلاق نار قبل اربعة ايام. وانحى مود باللائمة على كل من القوات الحكومية والمعارضين في استمرار الصراع الذي تحاول فيه قوات الرئيس بشار الاسد سحق انتفاضة بدأت قبل 15 شهرا. يؤدي غياب رغبة الاطراف المعنية في التوصل الى انتقال سلمي والسعي نحو تعزيز المراكز العسكرية الى زيادة الخسائر على الجانبين. ويقول دبلوماسيون ان من المتوقع ان يقدم مود تقريرا لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يوم الاثنين او الثلاثاء بشأن الاضطرابات في سوريا التي وصفها الامين العام المساعد للامم المتحدة لشؤون حفظ السلام الاسبوع الماضي بأنها حرب اهلية على نطاق كامل. ومن جانبها قالت الولاياتالمتحدة انها تتشاور مع شركائها الدوليين بشأن الخطوات التالية ودعت السلطات السورية الى التمسك بالتزامات خطة عنان للسلام بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف لاطلاق النار. وعلى الرغم من ادانتهم للاسد لم تظهر واشنطن وحلفاؤها الغربيون استعدادا للقيام بتدخل عسكري على غرار ما جرى في ليبيا في حين قامت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي بحماية دمشق من فرض عقوبات عليها. وسيعقد الرئيس الامريكي باراك اوباما محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين على هامش قمة لمجموعة العشرين في المكسيك ولكن التوقعات غير كبيرة بشأن احراز اي تقدم للخروج من المأزق المتعلق بسوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان 50 مدنيا على الاقل قتلوا يوم السبت أغلبهم بسبب قصف الجيش لضواحي شرق العاصمة دمشق ، وان 1000 اسرة حوصرت في احياء حمص تحت نيران قوات الاسد امس السبت وتمنع سوريا دخول الصحفيين الاجانب مما يجعل التحقق من روايات النشطاء والسلطات امرا شديد الصعوبة. يواصل نظام بشار الاسد انتهاك التزاماته وفقا لخطة عنان ويهدد السلم والامن الدوليين. وسواء عاجلا ام اجلا سيكون على مجلس الامن التعامل مع تبعات هذا الامر.