حين التحق محمد الصيرفي بكلية العلوم لدراسة الكيمياء كان السير على خطى مواطنه المصري احمد زويل صاحب نوبل في الكيمياء أملا يداعب احلامه. وانتهى الحال بالصيرفي - 24 عاما - مشرفا على العمال في مصنع بمدينة المحلة الكبرى قلعة صناعة النسيج بدلتا النيل. ويقول الصيرفي وهو أب لطفل اكمل عامه الاول منذ ايام "أنا مضطر للقيام بهذا العمل لان البديل أن أجلس عاطلا. لدي كثير من الالتزامات المالية ولا يوجد أي حل اخر الان". وشارك الصيرفي اليوم الخميس في الانتخابات الرئاسية التاريخية التي تشهدها مصر حاليا في اول مشاركة له في التصويت. ويتنافس في الانتخابات 13 مرشحا يتصدرهم وزير الخارجية الاسبق والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وأحمد شفيق اخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح الاسلامي عبد المنعم أبو الفتوح والمرشح الناصري حمدين صباحي. ويتطلع الصيرفي الى رئيس يولي اهتماما بالشباب ومشكلاتهم ويقول "اريد فرصة عمل في مجالي تكفل لي ولاسرتي حياة كريمة". وسيحتاج الرئيس المصري الجديد للحصول على اكثر من نصف الناخبين للفوز بالمنصب من الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية التاريخية التي تختتم اليوم لكنه سيخاطر بفقدان دعم نحو 40 % من الناخبين هم شريحة العاطلين خلال فترته الاولى في المنصب اذا فشل في حل مشكلة البطالة. ويصل معدل البطالة في مصر البالغ عدد سكانها 82 مليون نسمة الى حوالي 12 % الا أن خبراء اقتصاد يقدرون أن المعدل قد يبلغ 25 % من عدد السكان اي اكثر من 20 مليون عاطل وهو ما يعادل نحو 40 % من الناخبين الذي يزيد عددهم على 50 مليونا. ويحتاج الاحتفاظ بهذه الشريحة من الناخبين ان يعطي الرئيس القادم اولوية لمشاكل الشباب ومنها توفير فرص العمل واصلاح التعليم والتصدي لارتفاع اسعار المساكن والايجارات. وقال أحمد جمال - 25 عاما- الذي تخرج في كلية الهندسة "نريد رئيسا يحقق اهداف الثورة من عيش - خبز- وحرية وعدالة اجتماعية". وأضاف جمال وهو عاطل عن العمل "اعطيت صوتي لصباحي لاني أرى أنه شخصية مناسبة لها تاريخ محترم ويمثل الثورة وكان دائما ضد النظام السابق علاوة على انه يساري سيهتم بالفقراء". ويعيش نحو 25 % من السكان تحت خط الفقر ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي نحو 14 الف جنيه - حوالي 2340 دولارا-. وقال الصيرفي //العبرة في اختيار الرئيس القادم بقدرته على حل مشاكل الناس واعادة حقوق الشهداء وتحقيق مطالب الثورة.