ماذا بعد انتخاب أول رئيس لمصر الثورة ؟.. مصر 52 يناير.. هل يعود الاستقرار الي البلاد وهل نقضي علي الانفلات الأمني وهل يقوم التيار الاسلامي والتيار الليبرالي بدورهما في إعادة الهدوء واستعادة مصر لدورها المحوري في المنطقة والعالم. وهل تعود الثقة لرجال المال والأعمال والاستثمار لكي يستأنفوا نشاطهم مرة أخري ويساهموا في إقامة المشروعات الجديدة؟!.. تساؤلات كثيرة تدور في أذهان المواطنين ونحن في اليوم الثاني لأول انتخابات رئاسية حرة في مصر يختار من خلالها المصريون بإرادتهم الحرة المستقلة ودون ضغوط من أحد رئيسهم الذي ننتظر منه الكثير لكي ينقل مصر من هذه المرحلة الانتقالية الي مرحلة العمل والاستقرار.. كما ينتظر منه أن يراعي الله في وطنه وشعبه وأن ينضم جميع المرشحين الذين لم يوفقوا الي الرئيس الجديد للنهوض بمصر. ولا شك أن الأرقام المتفائلة التي أعلنتها الحكومة عن ارتفاع معدل النمو والاحتياطي من النقد الأجنبي لا تعكس إجمالا التراجع الذي حدث في الاقتصاد المصري.. فالمواطن أصبح أكثر وعياً بتطورات الأوضاع في بلاده وأيضاً بحالة الاقتصاد المتدهورة والتي تنعكس عليه سلباً سواء بارتفاع الأسعار أو زيادة معدلات البطالة أو الأزمات في السلع والطاقة وانخفاض القدرة الشرائية. ورغم أننا جميعاً نعرف ذلك ونعرف الطريق الصحيح لانتشال بلادنا من هذا الوضع السييء إلا اننا لم نتقدم خطوة لإنقاذ اقتصادنا الوطني ولم نسع لزيادة الجهد والتفرغ للعمل.. بل تزايدت الوقفات الاحتجاجية التي تعوق الإنتاج وتضع العراقيل أمام استعادة الاقتصاد الوطني لنشاطه.. ولم يكن غريباً أيضاً أن يتخلي صندوق النقد الدولي عن مساعدة مصر رغم إعلانه عن مساعدة دول الربيع العربي ومن بينها مصر إلا أن ذلك كان كلاما في الهواء مما يستلزم منا نحن المصريين أن نسعي الي إنقاذ بلدنا واقتصادنا بالعمل الجاد وزيادة الإنتاج وأيضاً زيادة الصادرات وإعادة الاستقرار الي البلاد حتي تعود السياحة الي سابق عهدها وبالتالي يتم ضخ المزيد من النقد الي الاحتياطي من النقد الأجنبي. إنني أعتقد أن قانون المصارف الأمريكي الجديد يجب أن يكون مبرراً قوياً للأموال العربية لكي تعود إلي دفء وأمان المصارف العربية.. فالقانون الأمريكي يحرم أصحاب الأموال من غير الأمريكيين من 03٪ من مدخراتهم عند سحبها وبالتالي فإن خسائر المصارف العربية ستكون ضخمة لهذا فإن إعلان اتحاد المصارف العربية عن نيته لعقد ندوة لشرح القانون الأمريكي وكيفية التعامل معه لتجنب آثاره السلبية علي الأموال العربية تحتل أهمية كبري لأننا في حاجة فعلاً لمعرفة ما يدور ضد الأموال العربية في الخارج وقد يكون ذلك درساً جديداً لأصحاب الأموال العربية لاستثمار أموالهم في الدول العربية. إننا في حاجة للوحدة والتكاتف وان نكون يداً واحدة من أجل مصر الماضي والحاضر والمستقبل وأن نساند بقوة الرئيس الجديد اتفقنا معه أو اختلفنا عليه .. فمصر تستحق منا بذل الغالي والرخيص حتي نقف في وجه التحديات وتعود بلداً آمناً حتي يمكننا أن ندعو الجميع الي دخول مصر بسلام آمنين. ويجب أن نتذكر أن العالم من حولنا يتابعنا عن كثب ويتابع ثورتنا المجيدة وتحولنا الي الديمقراطية وقيامنا بنفض غبار الفساد والمحسوبية وهنا يجب أن نتخلي عن روح الحقد والانتقام والنظر إلي الوراء وفتح الملفات القديمة التي تشغلنا عن قضايا الحاضر والمستقبل. نقلا عن صحيفة الاخبار