أصاب كثرة عدد مرشحى الرئاسة المواطنين بالحيرة ،كما أثار حالة من الجدل بينهم بسبب اختلاف الآراء حول المرشحين، وظهر جليا استغلال القوى السياسية الرئيسية لهذه الحالة من الجدل مما أدى الى سخونة المعركة الانتخابية واشتعال المنافسة بين المرشحين. ورأى البعض أن كثرة عدد المرشحين، له بعد ايجابى، لانه سيوفر للناخب فرصة واسعة للاختيار، فيما رأى البعض الاخر أن هذا الأمر مقصود وسلبياته أكبر من ايجابياته ، بسبب حالة البلبلة التى اثارها، وحرب التصريحات التي أشعلها بين المرشحين، والاتهامات المتبادلة مما زاد من حيرة المواطنين. وقد أطلق حزب الوسط مبادرة للتنسيق بين المرشحين من أجل التوحد والتوافق على مرشح واحد للقوى الوطنية، لتجنب تفتيت الأصوات، خصوصًا بعد إعلان اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع، إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة، فى محاولة للتوافق على مرشح واحد للقوى الوطنية فكان السؤال مفرصة نجاح هذه المبادرة. التآلف بين المرشحين الاسلاميين كما تعددت الدعوات لمبادرات التآلف بين المرشحين"الإسلاميين"؛فقد دعت الهيئة الشرعية لهذا الأمر وتسعى للتوحد بين المرشحين الإسلاميين،وكذلك هنالك لجنة"أهل الرأي"والتي تعمل على نفس الهدف. وقال اللواء وجيه عفيفى رئيس المركز العربى للدراسات السياسية أن كثرة عدد المرشحين شئ مقصود لتشتيت الأصوات لصالح بعض المرشحين،مما يزيد الشكوك حول تسليم العسكرى للسلطة بشكل فعلي. وقال أن زيادة عدد مرشحي الرئاسة ليس في مصلحة الوطن، لأنه يصعب علي الناخبين اختيار الأفضل والجيد من بينهم ومن الافضل التوافق على شخصية وطنية. كثرة العدد يثير البلبلة ويرى محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية أن قضية كثرة عدد المرشحين يجب أن تأخذ في الاعتبار أن مصر تمر بمرحلة فارقة وأن كثرة هذه الأعداد قد يثير البلبلة أكثر من تعدد الاراء وحرية الاختيار،وأشار إلى أننا لو اتفقنا على شخص واحد، لتغير الأمر مشددا على ضرورة التقريب بين وجهات النظر للمرشحين حتى لا تتفت الأصوات بينهم. ويؤكد السادات على أنه لا جدال في أن تنازل البعض للبعض وأن تفاهم البعض مع البعض، أمر مطلوب بالضرورة، فعلينا أن نُرجح مصالح هذا البلد على أية مصلحة شخصية، وهذا يقتضي بالضرورة أن نتفاهم فيما بيننا، وأن يتنازل البعض للآخر، فيكون هناك على الأكثر اثنين، هذا إذا لم يكن هناك واحد يتنازل له الجميع حتى لا تتفت الأصوات فيما بينهم، فتضيع الفرصة التى انتظرناها طويلا وجاهدنا في سبيلها كثيرا. وطالب النائب محمد أنور السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية القوى السياسية والوطنية والشخصيات العامة الاتفاق على ترشيح شخصية وطنية للرئاسة تمثل غالبية الشعب المصري مسلميه ومسيحييه. وأكد أن الحزب يرغب فى دعوة الأحزاب والقوى السياسية والوطنية إلى إجتماع قريب يتم فيه الإتفاق على مرشح رئاسى واحد تقف وراءه كل القوى والتيارات السياسية ليكون رجل المرحلة على أسس قانونية مجردة ليس فيها أى نوع من الظلم أو التجنى على أحد ، وإلا سوف تتبخركل ما نادت به ثورتنا المجيدة. الاتفاق على مرشح واحد وفى بعض الدول يتفق المرشحون على شخص معين، ويحددون برامجهم فيما بينهم، وهذا يمنع تفتيت الأصوات وذلك كما أوضح محمد نور المتحدث باسم حزب النور السلفى، موضحا أنه لو تقدم كل هؤلاء المرشحين دون تنازل من بعضهم لبعض؛ فستكون النتيجة أن هذا نسبة من الاصوات، وكل من المرشحين يأخذ نسبة فتتفتت الأصوات. شروط موضوعية بينما يرى الدكتور عبد الفتاح ماضى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية أن كثرة عدد المتقدمين للمنصب هو عدم تقدير للمسئولية ولكن لا يمكن اعتباره فوضي لكن ذلك يرجع لعدم وجود شروط موضوعية المنصب ولذلك لابد من تحديد مواصفات معينة للمرشحين فنحن امام اختيار مرشح لديه القدرة عل ادارة الوطن وأغلب المرشحين يسعون للظهور في التغطية الاعلامية مؤكدا أن كثرة عدد المرشحين يؤدي إلي مشاكل فيما بعد لتوفير التوكيلات وهذا خلق حالة من الارتباك في الشارع السياسي. وانتقد الدكتور ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ان يتنافس المرشحون الإسلاميون للرئاسة، ويدخلوا جميعا حلبة الصراع السياسي،لأن هذا سيعمل على تفتيت أصوات الناخبين مما قد يضيع الفرصة على الجميع، ويؤكد أن التنافس مشروع والرأي الفصل في الأمر هو للشعب، ولا مانع من التنافس بين المرشحين بالضوابط الديمقراطية المعروفة، ويقول أن الحل هو توحيد المرشح، لأنه لا يجوز إضعاف المرشحين بسبب تعدد الأصوات وتفتيتها؛ ولذلك فيجب على البعض الانسحاب للأصلح. وقال رفعت السعيد- رئيس حزب التجمع أن الحنكة السياسية تحتم إن يكون هناك نوع من التنظيم السياسي فيما بين المرشحين أنفسهم، يعني إذا كان هناك توافق على رؤية واحدة وتوجه واحد، فمن الواجب إن يدخل على الأكثر اثنين منهم، ولا مانع أبدا أن يكون الاتفاق بينهم؛ أن هذا رئيسا، وهذا نائبا للرئيس، وهكذا، فيدخلوا المنافسة بالإيضاح؛ مما قد يساعد فعليا على نجاح مشروعهم بصورة أكيدة.