أكد ماريو مونتي رئيس وزراء إيطاليا أن بلاده عازمة على دعم مصر من الناحيتين السياسية والإقتصادية في مرحلة التحول الديمقراطي الصعبة التي تمر بها حاليا معربا عن ثقته بأن الشعب المصري الذي بهر العالم بثورة الخامس والعشرين من يناير قادر على إبهاره مرة أخرى بتحقيق الإستقرار والديمقراطية والسلام والإنتعاش الإقتصادي. وقال مونتي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء عقب جلسة المباحثات بينهما إن هناك علاقات وطيدة وراسخة بين مصر وإيطاليا ليس فقط على الصعيد السياسي وإنما أيضا على الصعيدين الإقتصادي والثقافي مشيرا إلى أن إيطاليا تعد الشريك التجاري الأول لمصر في أوروبا كما أنها تستضيف عددا كبيرا من العمالة المصرية كما أنها تعمل على الدوام كجسر للتعاون بين مصر والإتحاد الأوروبي في مختلف المجالات. كما أكد رئيس الوزراء الإيطالي أن إيطاليا وقفت تساند مصر العام الماضي ولم تسحب استثماراتها في مصر كما فعلت بعض الدول نظرا لأنها كانت بعيدة النظر وتدرك أن الشعب المصري قادر على عبور هذه المرحلة الإنتقالية بكل مصاعبها وتحقيق الإستقرار وأكد ايضا ان مصر دولة محورية في المنطقة لها ثقلها وتأثيرها. وأعرب مونتي عن استعداد بلاده لوضع كل خبراتها السياسية والإقتصادية لتسهيل العملية الإنتقالية في مصر ودعم مصر ليس فقط على المستوى الثنائي وإنما في المحافل الدولية أيضا. واشاد رئيس الوزراء الإيطالي بقدرة الشعب المصري على تنظيم انتخابات برلمانية شهد العالم كله بنزاهتها وقال ان الجميع أبدوا إعجابهم بالإقبال الشعبي الرائع على هذه الإنتخابات وبالطوابير الطويلة التي انتظم فيها الرجال والنساء والمسنين للإدلاء بأصواتهم في مشاركة شعبية حقيقية, كما أن هذا الشعب قادر بالتأكيد على تنظيم انتخابات رئاسية بنفس القدر من الحماس والنزاهة. وتناول مونتي في كلمته المباحاثات التي أجراها مع الدكتور الجنزوري والرغبة في زيادة حجم التبادل التجاري والإستثمارات الإيطالية وأعداد السياح الإيطاليين في السوق المصرية وقال إنه تلقى تطمينات من الدكتور الجنزوري بتحقيق الأمن في مصر قريبا مما يعطي رسالة تطمين للشركات والإستثمارات الإيطالية العاملة في مصر. ومن الناحية السياسية أشار مونتي إلى أنه جاء إلى مصر قادما من جولة في لبنان والأراضي الفسطينية وإسرائيل وأنه نقل إلى الجنزوري انطباعاته عن هذه الجولة واكد قناعة إيطاليا بأهمية معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية كدعامة للسلام في الشرق الأوسط, وقال أنه تلقى تطمينات من الجنزوري بأن مصر دولة ذات حضارة وتحترم اتفاقاتها وتعهداتها الدولية وذلك في إشارة تطمين إزاء بعض التصريحات الحماسية التي أطلقها عدد من النواب بمجلس الشعب المصري المتعلقة بالعلاقات مع إسرائيل.