قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء انه يوجد جنوح متزايد للعنف في العالم وان روسيا يجب الا تسمح للاخرين بالتدخل في شئونها وتكرار أحداث مثل التي شهدتها ليبيا وسوريا. وأكد بوتين في اجتماع مع زعماء دينيين روس تطرق لليبيا وسوريا "نحن بالقطع ندين كل اشكال العنف بغض النظر عن مصدره لكن لا يمكن ان يتصرف شخص ما مثل فيل في متجر للخزف". ومن جانبه، صرح وزير الخارجية الروسي بأن الرئيس السوري بشار الأسد كلف نائبه فاروق الشرع باجراء الحوار مع كل القوى المعارضة. وقال -في ختام مباحثاته مع نظيرته الباكستانية حنا رباني الاربعاء في موسكو "نحن نؤيد كل المبادرات التي من شأنها ضمان الظروف للسوريين أنفسهم ليباشروا بالحوار ويبحثوا عن طرق المصالحة الوطنية"، واضاف أنه يجب على أعضاء المجتمع الدولي كلهم سواء في العالم العربي او أوروبا أو الولاياتالمتحدة أو غيرها من المناطق ان يعملوا على ذلك. وأضاف لافروف قائلا:"ليس من شأن المجتمع الدولي استباق نتائج الحوار الوطني". وقال:"يجب أن يجلس ممثلو الحكومة وكل الاحزاب المعارضة الى طاولة المفاوضات، وقد طرحنا أمس هذه المسألة بشكل مباشر امام الاسد الذي أكد أنه يكلف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع باجراء الحوار مع كل القوى المعارضة وبتنظيم الحوار الوطني الذي سيشمل كل القوى السياسية السورية". واستخدمت روسيا هذا الاسبوع حق النقض "الفيتو" ضد قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعم خطة لجامعة الدول العربية تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى تسليم السلطة الى نائبه. من جهة اخرى، دعت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي الاربعاء الى تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين في سوريا قائلة انها روعت من الحملة العسكرية العنيفة للجيش السوري على مدينة حمص. وانتقدت بيلاي روسيا والصين صراحة لاستخدامهما حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار بمجلس الامن الدولي يدعو الرئيس بشار الاسد للتنحي. وأضافت في بيان "روعني هجوم الحكومة السورية المتعمد على مدينة حمص واستخدامها المدفعية وغيرها من الاسلحة الثقيلة في هجمات بلا تمييز فيما يبدو على مناطق مدنية في المدينة". وقال نشطاء معارضون للاسد في سوريا انه بعد القصف المدفعي اثناء الليل تتوغل القوات الحكومية في مناطق يسيطر عليها مسلحون معارضون في حمص بالدبابات فيما تطلق القوات الصواريخ وقذائف المورتر مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى. وصرحت بيلاي وهي قاضية سابقة بالمحكمة العليا بجنوب افريقيا ان من الضروري جدا "أن يتجاوز المجتمع الدولي السياسة ويقوم بتحرك فعال لحماية السكان المدنيين". وأضافت أن "التفويض المطلق" الذي حصلت عليه سوريا من جراء الفيتو على مشروع القرار "يتنافى مع روح وصياغة" اتفاق عالمي وقع عام 2005 عن العمل الجماعي لحماية المدنيين حين لا تقوم حكومتهم بذلك. وقالت بيلاي انه على مدى الاشهر الاحد عشر الماضية من "الحملة الحكومية الوحشية على الاحتجاجات التي غلب عليها الطابع السلمي في سوريا" قتل واعتقل وعذب واختطف الالاف. وأكد مسئولون بمكتبها في جنيف ان القتلى الان منتشرون على نطاق واسع في أنحاء متفرقة من البلاد بحيث أصبحوا غير قادرين على تقدير أعدادهم، وفي ديسمبر كانون/اول الماضي قالت ان اكثر من 5 الاف شخص قتلوا. وقالت بيلاي وهي قاضية سابقة ايضا بالمحكمة الجنائية الدولية "كل الادلة تشير الى ضلوع الجيش السوري وقوات الامن في ارتكاب معظم هذه الجرائم".