أين موقع جامعات مصر ومكانتها علي خريطة الجامعات العالمية ؟! وما هي الرؤية الموضوعية والعلمية لما يعلن عنه سنويا من تقييم لمكانة الجامعات في العالم وترتيب جامعاتنا في إطار الترتيب العالمي ؟ كيف يتم تقييم الجامعات المصرية بعيون أجنبية ؟! هذه الأسئلة كانت موضع اهتمام الدكتور محمد غنيم أستاذ جراحة المسالك بجامعة المنصورة وهو العالم الذي اكتسب شهرة ومكانة عالمية وقد طلبت منه الصفحة أن يقدم أول دراسة تحليلية لما هو مطروح من التقييم العالمي للجامعات ومكانة جامعاتنا في التريب العالمي. وبجهد مشكور يقدم العالم الدكتور محمد أحمد غنيم تحليلا علميا شاملا يحدد فيه مواطن القوة والضعف ومظاهر التمايز أو التخلف ويطرح الحل لكي توجد الجامعات المصرية في الموقع الذي تستحقه عالميا. تحليل علمي لمواطن القوة والضعف في جامعاتنا يقول الدكتور محمد غنيم: لقد اهتمت هيئات دولية عديدة بتقييم المؤسسات الجامعية إقليميا وعالميا.. اعترافا بأهميتها وبدورها الرئيسي في مجال البحوث العلمية والتنمية البشرية. وفي هذا المجال فإن النتائج المتاحة لثلاث من هذه الهيئات قامت بمثل هذا التقييم مستخدمة معايير مختلفة يمكن أن تحدد مكانة جامعات مصر علي الخريطة العالمية التقييم الأول وهو تقييم جامعة شنغهاي(AcademicRankingofWorldUniversities) الذي يقوم بترتيب أفضل خمسمائة جامعة علي مستوي العالم وفق ستة أسس علمية وموضوعية يمكن قياسها وهي:- { خريجو الجامعة والذين حصلوا علي جوائز دولية رفعية وأهمها' جائزة نوبل'. { أعضاء هيئة التدريس العاملون بالجامعة والحاصلون علي جوائز دولية رفعية. { عدد الأبحاث العلمية ذات القيمة المرجعية. { عدد الأبحاث المنشورة في مجلتي العلوم والطبيعة. {عدد الأبحاث المنشورة في مجلات علمية أخري معترف بها( مفهرسة بمكتبة الكونجرس الأمريكي). { نسبة أعضاء هيئة التدريس إلي الطلبة. ومن المعروف أن الإصدار الأول لهذا التقييم لم يتضمن أيا من الجامعات المصرية.. وفي إصدار عام2006 ظهر اسم' جامعة القاهرة' بترتيب401 حتي500 مكرر بسبب حصول ثلاثة من خريجيها علي جائزة نوبل وهم الأديب نجيب محفوظ والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والدكتور محمد البرادعي. أما التقييم الثاني فقد قامت به مؤسسة بريطانية هي(Webometrics) ويعتمد هذا التقييم علي كمية المعلومات المتاحة عن جامعة ما علي شبكة المعلومات الدولية.. ووفقا لهذا المعيار فقد قامت هذه الهيئة بترتيب الجامعات علي المستويين العالمي والإقليمي واحتلت المراكز الأولي في قارة افريقيا ثماني جامعات من جنوب افريقيا!! وجاءت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة في المركز التاسع افريقيا و1518 عالميا ثم تلتها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا, وجاء ترتيبها24 افريقيا و4446 عالميا ثم جامعة القاهرة بترتيب29 افريقيا و4748 عالميا ثم جامعة المنصورة بترتيب41 افريقيا و5374 عالميا. أما التقييم الثالث فقد قامت به مؤسسة من' باكستان' اهتمت بتقييم الجامعات في الدول الإسلامية فقط واستخدمت عدد الأبحاث المنشورة في مجلات عالمية فيما بين أعوام(1995-2005) كمعيار لهذا التقييم فاحتلت جامعات تركية المراكز الثلاثة الأول وجاءت جامعة القاهرة في المركز الرابع وجامعة عين شمس في المركز رقم12 والمركز القومي للبحوث بالقاهرة في المركز رقم14 وجامعة الإسكندرية في المركز رقم15 وجامعة المنصورة في المركز رقم19. ووفقا لذات التقييم فقد احتلت جامعة الكويت المركز الخامس وجامعة الملك سعود المركز السادس متفوقتان علي جامعات مصرية عريقة!! يوضح الدكتور محمد غنيم الدلالات التحليلية لهذه التقييمات العالمية فيقول: أولا: علي المستوي العالمي وفي مجال العلوم الأساسية والتطبيقية لا تحتل الجامعات المصرية مركزا يحقق طموحات الأمة كما أن تصعيد جامعة القاهرة لتحتل المركز401-500 مكرر في تقييم جامعة شنغهاي يجب ألا يحجب عنا الحقائق التالية:- - إن حصول ثلاثة من خريجيها علي جائزة نوبل لا يعكس تفوقا في مجال العلوم الأساسية أو التطبيقية فقد نالها أحدهم في مجال الأدب وإثنان في مجال السلام وإحقاقا للحق فإنه من الأوفق أن ينسب هذا الفضل إلي جامعة فؤاد الأول التي تحولت بعد ذلك إلي جامعة القاهرة لأن الثلاثة تعلموا في رحاب جامعة فؤاد الأول وداخل أروقتها نهلوا من فيض علم أساتذتها. - أن جامعة فؤاد الأول( جامعة القاهرة) التي أنشئت في العام1925 بفضل جهود عدلي باشا يكن كانت الجامعة العلمية الوحيدة المتكاملة من المحيط شرقا إلي الخليج غربا ومن المتوسط شمالا وحتي رأس الرجاء الصالح جنوبا!! وبالرغم من ذلك فقد سبقنا في الترتيب4 جامعات من دول جنوب افريقيا و6 مؤسسات علمية من دولة إسرائيل احتلت إحداها مركزا مرموقا وهو المركز رقم(60 علي العالم). ثانيا: بالرغم من أن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة قد احتلت مركزا متقدما نسبيا في التقويم البريطاني وذلك لوفرة المعلومات الخاصة بها علي شبكة المعلومات الدولية لكن ليس لها أي أثر أو وجود في تقويم شنغهاي أو حتي تقويم باكستان!! بالرغم من أن الجامعة الأمريكية ببيروت قد احتلت المركز السادس عشر في التقويم الأخير وهذا يدل علي تواضع العطاء العلمي للجامعة الأمريكيةبالقاهرة بالرغم من الاعتقاد السائد بغير ذلك وادعاء البعض إنها تمثل قاطرة التطور لهذه الأمة مما أدي إلي تكالب الخاصة علي الالتحاق بها وسداد مبالغ باهظة للتعليم فيها. ثالثا: التقدم المطرد لبعض المؤسسات العربية خارج مصر فقد احتلت جامعة الكويت في التقويم الباكستاني المركز الخامس وجامعة الملك سعود المركز السادس متفوقتان علي جامعات مصرية عريقة. ما العمل ؟ ويصبح السؤال المطروح هو ما العمل ؟ يجيب الدكتور محمد غنيم قائلا لقد أصبح لدي يقين متزايد بأن إصلاح المؤسسات الجامعية القائمة أمر عسير إن لم يكن مستحيلا فقد تقدمت وزارة التعليم العالي علي استحياء بمشروع لتطوير تنظيم قانون الجامعات.. فكانت الدهشة شديدة والمفاجأة غير منتظرة لاعتراض نوادي أعضاء هيئة التدريس الضاري- بدون استثناء- وكذلك ما يعرف بالقوي الإصلاحية علي بعض الملامح التقدمية التي تضمنها هذا المشروع وأعني ضرورة الإعلان عن الوظائف الجامعية وتحديد الهيكل الوظيفي للأقسام مع تجاهل تام لقضية ضرورة تفرغ أعضاء هيئة التدريس. ولذا أري والكلام مازال للدكتور محمد غنيم أن تقوم الدولة بتبني مشروع إقامة جزيرة للتمايز تتمثل في إنشاء جامعة للعلوم والتكنولوجيا تهتم بالعلوم الأساسية: الكيمياء- الفيزياء- الرياضيات- علوم الأحياء تحكمها نظم وقوانين ولوائح جديدة سبق الإشارة إليها ولا أجد غضاضة في تكرارها وهي: { الاستقلال المالي والإداري لهذه المؤسسة. { التوسع في استقدام الأساتذة الزائرين للتسارع في نقل المعرفة علي نسق مشروع علي محمد باشا وبالقطع لن نحتاج إلي كلوت بك أو سليمان باشا الفرنساوي فلدينا أحمد زويل ومحمد النشائي ومصطفي السيد ومجدي يعقوب وغيرهم. { التوسع في إرسال المبعوثين إلي الخارج في مجال العلوم الأساسية المشار اليها. { تفرغ أعضاء هيئة التدريس تفرغا كاملا. { تحديد الهيكل الوظيفي للأقسام العلمية. { الإعلان المفتوح عن جميع الوظائف الأكاديمية. { إعادة إنشاء وظيفة أستاذ الكرسي ويتم اختياره بالإعلان المفتوح بواسطة لجنة علمية تتضمن محكما خارجيا. { توفير الدخول المجزية لأعضاء هيئة التدريس بالتأمين عليهم عند المرض أو التقاعد. وأني علي يقين- بإذن الله- إن اسم هذه المؤسسة إذا أقيمت سوف يظهر بعد مدة ليست بالطويلة في تقييم شنغهاي!!