أكد الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرج الاربعاء في بروكسل ان الحلف "لن ينساق الى سباق تسلح"، مشيرا الى ان التعزيز العسكري الجاري للحلف هو رد على "الاعمال العدوانية" التي ترتكبها روسيا في اوروبا ودعمها المستمر للانفصاليين فى شرق أوكرانيا . وكان ستولتنبرغ يتحدث بعد مصادقة وزراء الدفاع في دول الحلف الاطلسي على سلسلة اجراءات تتضمن مضاعفة حجم قوة التدخل السريع للحلف باكثر من مرتين بعد ان اعلنت الولاياتالمتحدة الثلاثاء انها ستنشر اسلحة ثقيلة على الجبهة الشرقية لدول الحلف الاطلسي. ونددت روسيا بهذه التحركات باعتبارها شبيهة باستفزازات الحرب الباردة مع اعلانها انها ستعزز ترسانتها النووية عبر نشر اكثر من اربعين صاروخا جديدا عابرا للقارات قبل نهاية العام. واثار قيام روسيا قبل عام بضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية مخاوف في العديد من دول اوروبا الوسطى التي انضمت الى الاطلسي بعد نهاية الحرب الباردة، وخصوصا دول البلطيق التي ظلت تحت سلطات الاتحاد السوفيتي السابق لنحو خمسين عاما. وقال ستولتنبرج للصحفيين في ختام اليوم الاول من اجتماعات وزراء الدفاع في مقر الاطلسي في بروكسل "نحن لا نسعى للمواجهة، لن ننساق الى سباق جديد للتسلح لكن علينا الحفاظ على امن دولنا".واضاف ان الوزراء صادقوا على زيادة عدد قوة الرد الاطلسية من 13 الفا الى 40 الف جندي بمن فيهم قوة ضاربة تضم خمسة الاف جندي. وتابع ستولتنبرج "اتفقنا ايضا على تسريع عملية اتخاذ القرار السياسي والعسكري (عبر اعطاء) القائد الاعلى (الجنرال الامريكي فيليب بريدلاف) سلطة استنفار وجمع وإعداد القوات" بانتظار الموافقة السياسية الضرورية للانتشار. وقال مصدر دبلوماسي في حلف الاطلسي ان هذا يعني ان القرار السياسي يمكن ان يتخذ خلال 12 ساعة وهو امر ضروري اذا كان ينبغي ان تصل الوحدة الضاربة الى الميدان خلال يومين او ثلاثة ايام. واتفقت الدول الثماني والعشرين كذلك على القيام بالتخطيط المتقدم واعداد مقر لوجستي جديد لتسريع حركة القوات.واكد الامين العام للاطلسي ان هذه الاجراءات "دفاعية ومتكافئة وتتناسب مع كل التزاماتنا الدولية". وهاجم ستولتنبرج روسيا بقوة قائلا ان ضمها للقرم في مارس 2014 كان "عملا عدائيا".وقال ان "روسيا تواصل ارسال الجنود والقوات والمعدات لزعزعة شرق اوكرانيا مشيرا الى انه ليس هناك اي شك في مسؤولية روسيا عن اعمال عدوانية في اوروبا". واضاف انه في حال لم يتجاوب اعضاء الحلف ال28، فان هذا يدعو الى القلق، مشيرا الى ان الحلف "مستعد دائما لعلاقات بناءة مع روسيا" التي تنفي تدخلها المباشر في النزاع الاوكراني المستمر منذ اكثر من 15 شهرا، والذي اودى بحياة 6500 شخص. ولكن ستولتنبرج عمل على تهدئة المخاوف من العودة الى ابشع ايام الحرب الباردة، مؤكدا ان الاطلسي لا يريد تصعيد النزاعات وانه " يواصل العمل على اقامة علاقات بناءة مع روسيا". ولطمأنة الحلفاء في شرق اوروبا، قرر حلف الاطلسي منذ سبتمبر 2014 تعزيز امكاناته العسكرية بشكل غير مسبوق وكثف التدريبات ونشر الطائرات والسفن وعزز رسالته بالقول انه جاهز وملتزم بالدفاع عن اي حليف يتعرض للهجوم. والثلاثاء اعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ان واشنطن ستنشر في بعض دول اوروبا الوسطى والشرقية اسلحة ثقيلة تشمل دبابات ومدرعات تعتبر من بين الاكثر تطورا في العالم.وقال كارتر "لا نسعى الى الحرب الباردة، ولا حتى الحرب الساخنة مع روسيا، بل سندافع عن حلفائنا"، موضحا ان الولاياتالمتحدة ستنشر عتادها في دول البلطيق، وفي بولندا وبلغاريا ورومانيا. واعتبرت موسكو ان نشر هذه القوات ينتهك اتفاق 1997 مع حلف الاطلسي والذي يحظر النشر الدائم لقوات وتجهيزات كبيرة في دول حلف وارسو السابق.ولكن الاطلسي يقول ان نشر هذه القوات مؤقت ودوري، رغم ان دول البلطيق دعت الى وجود دائم للحلف لردع روسيا.