على الرغم من القيود الامنية العديدة والاسئلة التي لم تتلق اجابات فإن الجولة التي قامت بها وكالة الانباء الكويتية (كونا) في معامل ووحدات مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) في واشنطن كشفت عن ملامح العالم السري لما بعد هجمات 11 سبتمبر. وبداية من معمل وحدة المتفجرات ونهاية بمعمل التحليل الكيميائي استمرت الجولة يوما كاملا عرض خلاله المسؤولون عن مكتب التحقيقات الفدرالي احدث تقنيات مكافحة الجريمة ليس في اميركا فقط بل في العالم اجمع.ففي معمل وحدة المتفجرات وضعت نماذج مختلفة لقنابل يدوية الصنع ومتفجرات كتلك المستخدمة في هجوم الخبر بالسعودية عام 1996 وصور فوتوغرافية لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي خططت لها مخابرات نظام صدام حسين عام 1993 ضد الرئيس جورج بوش الأب خلال زيارته الى الكويت بعد تحريرها من الاحتلال العراقي. وعن طبيعة المتفجرات الموجودة في الوحدة ومغزى عرضها قالت النائبة المساعدة لمدير قسم التحليل الشرعي في مكتب التحقيقات الفدرالي ميليسا سمرز ان 'تلك المعروضات تظهر ان مصنعيها من الارهابيين لديهم القدرة على فعل اشياء باستخدام موارد ضئيلة للغاية'. تحليل البصمات والدم والشعر ويضم معمل مكتب التحقيقات الفدرالي اجهزة متطورة لتحليل بصمات الاصابع وعينات الدم والشعر والانسجة وكتابات خط اليد او المطبوعة ويعمل فيه متخصصون في الطب الشرعي وفنيون وعلماء ومهندسون وفنانون واداريون وعملاء متخصصون في الكيمياء والاحياء. وقال سمرز ان المعمل قام في العام الماضي بالتعامل مع 9490 قضية تم خلالها اجراء 216 ألفا و300 اختبار ل 58 ألفا و881 عينة في قضايا محلية ودولية. حتى التوأم وعلى الرغم مما يشاع عن اهمية الفحص بالشريط الوراثي (دي ان ايه) لحل الجرائم ذكرت سمرز ان البصمات هي الوسيلة الاكثر فعالية كونها تفصح النقاب عن هوية اي شخص حتى التوائم المتطابقة على عكس الشريط الوراثي الذي يتشابه بين اعضاء الاسرة الواحدة. وتحملنا الجولة الى وحدة فريق الكوارث التابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي، التي تتعامل مع نحو 8 آلاف قضية سنويا تضم ما بين 80 الى 100 ألف عينة. واضافت سمرز ان تحليلات الشريط الوراثي بدأت عام 1996 وتركز على البقايا البشرية حتى القديمة منها والعظام والاسنان مشيرة الى ان 75 في المائة من العمل على تحليلات الشريط الوراثي تتم على عينات من الشعر. النظام المفهرس وقالت ان المعمل يتبادل المعلومات مع المعامل الفدرالية والمحلية لتسهيل مقارنة العينات التي يتم العثور عليها والتعرف على اصحابها وتحديد هوياتهم وفقا لقواعد البيانات الموجودة في تلك المعامل، مشيرة الى ان هناك 40 معملا تعرف بمعامل 'النظام المفهرس المشترك للشريط الوراثي' (كوديس) في 24 دولة حول العالم.وانتقلت الجولة بعد ذلك الى وحدة المعمل الكيميائي الذي يضم اجهزة لتحليل الادوية والمخدرات واللوحات والصور وشرائط الكاسيت وتحاليل السموم والمعادن والمواد المختلفة وقضايا الحريق مع امكان توقع شكل الانسان بعد سنوات طويلة استنادا الى صورة قديمة او راهنة. ويضم مجمع مكتب التحقيقات الفدرالي، القائم على مساحة 2.2كلم2، ايضا فريق التعامل مع الادلة الذي يقوم بتوثيق ما بدا عليه مسرح الجريمة في الحوادث والجرائم الكبيرة مثل هجمات سبتمبر عام 2001 او المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في كسوفو عام 1999 وفحص تلك المواقع للتعرف على ما قد يكون مختفيا فيها اضافة الى الاحتفاظ بنماذج لروائح البشر للمساعدة في التعرف على المشتبهين وأصولهم. كما يضم وحدة التفاوض في الازمات وقسم عمليات التنصت والملاحة بالاضافة الى اقسام اخرى للتعامل مع مختلف الجرائم وتحليلها. وقال مسؤول العلاقات الاعلامية في مكتب التحقيقات الفدرالي كيرت كراوفورد ان اكاديمية المكتب سوف تقوم بتدريب 287 عميلا لمدة 21 أسبوعا هذا العام بمتوسط اعمار قدره 30 عاما.