روح واحدة .. النصر والعزة والانتماء .. جمعت بين أبطال حرب أكتوبر المجيدة وشباب ثورة 25 يناير، وأصبحت قوة دافعة فى مسيرة السلام والاصلاح والتنمية بمختلف الميادين . ومن هنا جاءت مبادرة مد جسر للتواصل بين قدامى المحاربين وشباب الثائرين من خلال تأسيس جمعية أصدقاء المحارب المدنية التى يرأسها الكاتب والمؤرخ العسكرى أحمد على عطية الله ، صاحب العديد من المؤلفات والسيناريوهات عن انتصارات أكتوبر الخالدة التى تحتفل مصر بالذكرى الثامنة والثلاثين لها فى أجواء معبقة بنسائم الحرية والكرامة وغيرها من مكاسب الثورة ، وعن مبادرته وذكرياته ومؤلفاته ومشروعاته الوطنية ،كان لموقع أخبار مصر هذا الحوار : *الذكرى ال38 لانتصارات اكتوبر المجيدة لها وقع مختلف بعد الثورة.. فما الفارق فى رأيك ؟ -نعم يأتى إحتفال هذا العام وقد إنزاح عن كاهل هذا الشعب العظيم الصابر كابوس بغيض من الفساد والظلم والجور والإستعلاء والعمل لصالح طبقة واحدة مستغلة هى طبقة رجال الأعمال التى إمتصت دماء هذا الشعب لخدمة مصالحها ، وسأضرب مثالا فى حديد التسليح الذى وصل سعر الطن منه لعشرة آلاف جنيه فى الوقت الذى كان فيه سعره العالمى لا يتعدى ألفين وثمانمائة جنيه ، فهل رأيتم إستغلالاً أكثر من ذلك؟ .. بل وصل الأمر بمحتكرى استيراد القمح أن جلبوا للشعب قمحا مخصصا فى الخارج كعلف للحيوان .. فهل يستحق الشعب مثل هذه المعاملة ؟. -الحمد لله الذى كشف عنا الغمة وجعلنا نستنشق نسيم الحرية والانتماء مع حلول هذه المناسبة الغالية التى تعد دليلا على عبقرية هذا الشعب وصلابته وقدرته على الصمود والتحدى. *كيف نحتفل بهذه المناسبة الوطنية بصورة ايجابية تسهم فى انتصارات جديدة بميادين التنمية ؟ -الإحتفاء بهذه المناسبة لا يأتى إلا بإغلاق صفحة الماضى بمرارتها والنظر للأمام .. إلى مستقبل مصر ووسائل نهضتها مستلهمين من قيم وروح نصر أكتوبر الوسائل التى تؤدى الى عبور مصر هذه الفترة الانتقالية الحرجة إلى عصر من النهضة والرفاهية ،وهذه الوسائل متاحة وجربها الشعب المصرى بنجاح أثناء إندلاع ثورة 25 يناير وأهمها تلاحم جميع فئات وتيارات الشعب وإلتفافها حول هدف قومى واحد والإستعداد للتضحية والعمل الجاد الدؤوب و بذل الجهد والعرق والدماء فى سبيل تحقيقه بدلا من المظاهرات الفئوية التى تعرقل الانتاج . *هل نجحت مشروعات تنمية سيناء فى تعميرها عبر سنوات السلام ؟ - شاركت فى ندوة عن تنمية سيناء بنقابة الصحفيين الخميس الموافق 15 سبتمبر الماضى، حضرها لفيف من أبطال أكتوبر الذين خدموا فى سيناء ويعرفون كنوزها ،وقد أعجبنى تعليقاً من أحد الحضور عن سوء الإستفادة من خيرات سيناء ، بقوله : "إنه إذا حوكم النظام السابق على جريمة واحدة وهى إهمال سيناء على مدى 3 عقود من الزمان ، لكفته هذه الجريمة" ..فسيناء التى تمثل حوالى خمس مساحة مصر بما تضمه من سواحل ممتدة على البحر المتوسط وخليجى العقبة والسويس ، بما حباها الله من تنوع جغرافى ووفرة المعادن والمواد الخام (حوالى 22 مادة ) التى يصل إحتياطي إحداها مايعادل إحتياطى خمس دول منتجة لهذه الخامة ،فضلا عما يتوافر بسواحلها من ثروة بترولية وإمكانية قيام رياضات وسياحة متنوعة ، علاوة على صلاحية مساحات كبيرة عبر سواحلها الشمالية والغربية بسهل الطينة للزراعة لكنها غير مستغلة حتى الآن. -هذا غير عدم إستغلال ماتم مده من مياه ترعة السلام فى إنشاء أى مجتمعات زراعية ، ولا يجب النظر إلى تنمية سيناء على أساس المردود الأقتصادى فقط ولكن من منظور الأمن القومى، ففراغ سيناء وخلوها من الكثافات البشرية والسكنية يسهل الإعتداء عليها إذا أصاب الغرور أعداءنا على الحدود الشرقية وفكروا فى هذه المغامرة ،أما زراعة سيناء بالبشر والمساكن ستجعلها سدا منيعا أمام أطماع العدو .